ليكيب نيوز
تحرير: عبد الفتاح تخبم
السبت 26 أبريل 2025 – 20:53
تعالت في الآونة الأخيرة أصوات عدد متزايد من المغاربة عبر مختلف المنصات الاجتماعية، مطالبة بضرورة الرفع من الميزانية المخصصة للمديرية العامة للأمن الوطني. ويؤكد أصحاب هذه الدعوات أن هذا المطلب لم يعد ترفاً أو خياراً، بل أضحى ضرورة ملحة تفرضها التحولات العميقة التي يعرفها هذا الجهاز، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.
ويرى كثيرون أن الأمن الوطني المغربي، بقيادة عبد اللطيف الحموشي، تجاوز دوره التقليدي كمؤسسة لحفظ النظام الداخلي، ليصبح أحد أبرز الفاعلين الدوليين في ترسيخ الأمن والاستقرار بمناطق مختلفة من العالم. كما تحول إلى ركيزة حيوية ضمن الدبلوماسية الموازية، ما ساهم في تعزيز صورة ومكانة المغرب في الساحة الدولية.
مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي نوهوا بالإنجازات البارزة التي تحققت بفضل استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني، مشيدين بالتطور اللافت الذي ساهم، حسب قولهم، في توطيد علاقات المغرب مع عدد من شركائه الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم إسبانيا. واعتبر كثيرون أن التقارب المغربي الإسباني الأخير هو نتاج الثقة الأمنية المتبادلة، حتى أن مدريد، وفق تعبيرهم، فضلت الرهان على الرباط على حساب شركاء آخرين، معتبرة المغرب صمام أمان يحميها من المخاطر المحدقة.
وفي السياق ذاته، دعا نشطاء مغاربة إلى توثيق إنجازات الأمن الوطني في سجلات التاريخ، معتبرين أن التحول النوعي الذي عرفه الجهاز تحت قيادة الحموشي يستحق التنويه والتقدير. فقد باتت هذه المؤسسة، التي كانت في وقت مضى عرضة للانتقاد، نقطة قوة تسعى عدة دول إلى إقامة شراكات استراتيجية معها، حتى وإن تطلب الأمر تقديم تنازلات سياسية أو اقتصادية.
ويرى متتبعون أن حجم المسؤوليات الملقاة على كاهل المديرية العامة للأمن الوطني تضاعف بشكل ملحوظ، مما يستوجب تعزيز دعمها المالي عبر زيادة ميزانيتها. وهو أمر ضروري، حسب تعبيرهم، لخلق مناصب شغل جديدة، وتأمين الوسائل التقنية واللوجستية الكفيلة بمواكبة التحديات الأمنية المتزايدة، بالإضافة إلى تطوير برامج التكوين والتدريب.
وبات اسم عبد اللطيف الحموشي مرادفاً للإصلاح العميق في المنظومة الأمنية المغربية، حيث نجح من خلال رؤيته في تقريب الإدارة من المواطن، وتكريس ثقافة التواصل والانفتاح، فضلاً عن بناء شبكة معلوماتية قوية تمتد على مستوى إقليمي واسع.
ويتطلع المغاربة إلى استمرار هذا المسار الطموح، مؤكدين أن تعزيز الموارد البشرية والمالية لجهاز الأمن الوطني سيمكنه من تحقيق قفزات نوعية إضافية، ويرسخ مكانة المغرب كفاعل موثوق ووازن في منظومة الأمن العالمي.