ليكيب نيوز – ع ت
الاحد 06 أبريل 2025 – 18:29
عادت قضية الصحراء المغربية إلى الواجهة داخل أروقة السياسة البريطانية، بعد أن أثار النائب المحافظ أندرو ميتشل، خلال جلسة نقاش في مجلس العموم يوم الثلاثاء 1 أبريل، سؤالاً لوزير الخارجية ديفيد لامي حول إمكانية انضمام لندن إلى واشنطن وباريس في دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل للنزاع الإقليمي.
في رده، أوضح لامي أن “هناك حواراً مستمراً مع الأصدقاء المغاربة”، مؤكداً أن الموقف البريطاني لم يتغير، لكنه قيد المراجعة”. هذا التصريح أثار تساؤلات واسعة حول احتمال تحوّل وشيك في السياسة الخارجية البريطانية نحو الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، خصوصاً في ظل الزخم الدولي المتزايد لصالح المقترح المغربي.
ويأتي هذا النقاش في سياق تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والمملكة المتحدة، التي تسارعت وتيرتها بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي، حيث أضحت الرباط شريكاً مركزياً في مشاريع واعدة، خصوصاً في مجالات الطاقة المتجددة والتجارة.
ويرى العديد من المحللين أن المصالح المتنامية بين البلدين قد تدفع بريطانيا إلى إعادة النظر في موقفها التاريخي، خاصة مع وجود ضغوط متزايدة داخل مجلس العموم من طرف نواب محافظين يدعمون المبادرة المغربية، متأثرين بمواقف دول مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وألمانيا.
الأكاديمي والمحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة أكد، في تصريح له أن مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي منحتها هامش مناورة أكبر لصياغة قراراتها الدبلوماسية. وقال إن المغرب يمثل “خياراً إستراتيجياً لبريطانيا نظراً لاستقرار إرثه التاريخي، وعلاقاته الدولية المتينة مع قوى عالمية كبرى”. وأضاف أن المملكة المغربية، في رؤيتها للعلاقات الخارجية، تضع شرط احترام وحدتها الترابية كأولوية لأي تعاون، وهو ما تدركه بريطانيا جيداً، وتسعى – بحسبه – لمواءمة موقفها مع الاتجاه الدولي المؤيد لمبادرة الحكم الذاتي.
في السياق ذاته، شدد محمد أبركان، أستاذ العلوم السياسية بالناظور، على أن التحول المرتقب في الموقف البريطاني يرتبط بشكل وثيق بـ”النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الرباط، والتي ساهمت في تقوية موقفها الدولي وإضعاف الأطروحة الانفصالية”. وأشار إلى أن موقف لندن قد يتطور بفضل ما سماه بـ”البراغماتية السياسية” البريطانية، وانطلاقاً من إدراكها لمكانة المغرب كشريك موثوق وفاعل إقليمي يحظى باحترام واسع.
ويرجح أبركان أن تشهد المرحلة المقبلة “تطوراً نوعياً” في الموقف البريطاني تجاه قضية الصحراء، وهو ما من شأنه أن يعزز العلاقات الثنائية ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون، خاصة في منطقة غرب المتوسط والفضاء الأطلسي، استناداً إلى الشراكة التاريخية التي تجمع المملكتين.
في ظل هذه المؤشرات، يبدو أن بريطانيا تقترب من لحظة مفصلية في مقاربتها لقضية الصحراء، لحظة قد تحمل اعترافاً صريحاً بمغربية الصحراء، انسجاماً مع تحولات المشهد الدولي وتماشياً مع مصالحها الإستراتيجية مع الرباط.