ليكيب نيوز
أكد رئيس الحكومة أن تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، بشراكة ثلاثية بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، يتجاوز البعد الرياضي الصرف، ويُعد مناسبة استراتيجية لتحفيز دينامية تنموية واسعة النطاق، وتعزيز مكانة المملكة كقوة إقليمية صاعدة.
واعتبر المسؤول الحكومي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى وطني حول “مغرب 2030”، أن هذا الحدث الكروي العالمي يُجسد إرادة ملكية سامية في بناء مغرب منفتح، قوي ودامج، قادر على كسب رهان التنمية الشاملة والمستدامة، مشيرا إلى أن النجاح في تنظيم التظاهرة يشكل نقطة انطلاق لمسار اقتصادي واجتماعي متجدد.
وفي هذا الإطار، شدد رئيس الحكومة على أن البلاد منخرطة كلياً في تنفيذ رؤية ملكية طموحة، عبر تنزيل سياسات عمومية عملية ومندمجة تشمل البنيات التحتية، والقطاع السياحي، والخدمات اللوجستيكية، والتعليم والصحة، فضلاً عن دعم القطاعات الواعدة المرتبطة بالرقمنة، والطاقة النظيفة، والصناعات المتقدمة.
وأوضح أن المغرب يشهد حالياً طفرة كبرى في ما يتعلق بالبنية التحتية، سواء من خلال توسعة شبكة القطارات فائقة السرعة، أو تعزيز المطارات والطرق السيارة والحضرية، إضافة إلى المرافق الصحية والسياحية، مبرزاً أن هذه المشاريع الكبرى تندرج ضمن استراتيجية حكامة مرنة وشفافة.
كما أشار إلى أن التجهيزات الرياضية تعرف بدورها تحديثاً واسعاً، بما يتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة في تنظيم البطولات الكبرى، مؤكداً أنها ستُسهم بدورها في تطوير الفضاءات الحضرية، ودعم التلاحم الاجتماعي في عدد من المدن.
وفي ما يخص الجانب السياحي، كشف رئيس الحكومة عن تحقيق المغرب رقماً قياسياً جديداً في عدد الزوار بلغ 17.4 ملايين سائح، ما يعكس تصاعد جاذبية المملكة كوجهة عالمية، ويؤكد متانة البنيات الفندقية والخدماتية التي تواكب هذا النمو المتسارع.
كما شدد على أن تدفق الاستثمارات، سواء من شركاء دوليين أو من مقاولات وطنية، يؤكد الثقة الكبيرة في الآفاق الاقتصادية للمغرب، ويعكس تحوله إلى منصة إنتاجية ذات قدرة تنافسية عالية، داعياً إلى تسريع الاندماج في سلاسل القيمة العالمية، خصوصاً في ميادين التكنولوجيا والطاقات المتجددة.
وفي سياق متصل، أكد رئيس الحكومة مواصلة تنفيذ الأوراش الاجتماعية الكبرى، وعلى رأسها ورش الحماية الاجتماعية، الذي يحظى بأولوية كبرى ضمن المشروع التنموي الوطني، من خلال تمكين المواطنين من الولوج إلى خدمات متكافئة تضمن الكرامة والعدالة المجالية.
واختتم بالتأكيد على أن تنظيم كأس العالم 2030 يشكل مناسبة لتعبئة وطنية شاملة، من أجل تسريع وتيرة الإصلاحات وتحقيق قفزة نوعية على جميع المستويات، مشيراً إلى أن المملكة، بقيادة جلالة الملك، تملك الإرادة والإمكانيات لترسيخ مكانتها كدولة رائدة قارياً ودولياً بحلول سنة 2030.