ليكيب نيوز
في تحول استراتيجي لافت، تدعم الولايات المتحدة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع كخطوة رئيسية لكبح النفوذ الإيراني داخل سوريا، ومنع إعادة إحياء تنظيم “داعش”، وفق ما نقلته وكالة “بلومبرغ” عن مصادر أمريكية رفيعة.
وأكد توم باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير واشنطن لدى أنقرة، أن “أهداف الولايات المتحدة وحلفائها تتقاطع في الوقت الراهن مع توجهات القيادة السورية الجديدة”، مضيفاً أن الحرس الثوري الإيراني وتنظيم “داعش” لا يزالان يشكلان تهديداً مزدوجاً لاستقرار سوريا والمنطقة.
ويأتي هذا الدعم الأمريكي عقب التحولات الدراماتيكية في المشهد السوري، بعد أن قاد الشرع، القائد السابق لجبهة “النصرة”، انقلاباً عسكرياً أواخر العام الماضي أطاح بالرئيس بشار الأسد، الذي حكم البلاد لأكثر من 24 سنة بدعم من طهران وموسكو.
وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه بالشرع في السعودية في مايو الماضي، عن تعليق العقوبات المفروضة على دمشق، مقابل التزامات واضحة من القيادة السورية الجديدة بمحاربة التشدد وطرد المقاتلين الأجانب.
لكن هذا الانفتاح الأمريكي على دمشق لم يخلُ من جدل، خصوصاً بعد اندلاع مواجهات طائفية دامية الشهر الماضي أودت بحياة أكثر من 1300 شخص، في ظل اتهامات لقوات الشرع بالانحياز للطائفة السنية ضد الأقلية الدرزية.
هذه التطورات أثارت قلق إسرائيل، التي عبّرت عن مخاوفها إزاء سلامة الطائفة الدرزية داخل سوريا، ما دفعها إلى شن غارات على مواقع تابعة للنظام السوري الجديد، بما في ذلك وزارة الدفاع في قلب العاصمة دمشق.
وفي محاولة لاحتواء التصعيد، رعت الولايات المتحدة اتفاق هدنة دخل حيز التنفيذ قبل أسبوعين، وسط مساعٍ دولية لتهدئة الأوضاع وضمان استقرار هشّ في منطقة تعيش على صفيح ساخن.
تُظهر هذه المستجدات أن واشنطن تراهن على إعادة رسم التحالفات في سوريا، مع الإبقاء على هدفها الاستراتيجي المتمثل في تقليص نفوذ طهران ومنع الفراغ الأمني الذي قد تستغله الجماعات المتطرفة.