ليكيب نيوز :
السبت 1 فبراير 2025 – 21:37 .
متابعة – عبد الفتاح تخيم .
مع تزايد حالات الإصابة بوباء الحصبة، بادرت وزارة التربية الوطنية، بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إلى اتخاذ تدابير وقائية صارمة لحماية التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية. وتشمل هذه الإجراءات التلقيح الإجباري، العزل الصحي للحالات المصابة، واعتماد التعليم عن بعد في المؤسسات التي تعرف انتشارًا واسعًا للفيروس. كما يشدد الخبراء على أهمية التوعية للحد من المعلومات المغلوطة المتداولة حول اللقاح.
وفي هذا السياق، أكد نور الدين عكوري، رئيس فيدرالية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، أن المؤسسات التعليمية مطالبة بمراقبة وضعية التلقيح لجميع التلاميذ الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، للتأكد من حصولهم على التطعيم الضروري ضد الحصبة. وأشار إلى أن هذا الإجراء سيتم تعزيزه بمذكرة رسمية تلزم أولياء الأمور بالإدلاء بموافقتهم على تلقيح أبنائهم.
وأضاف عكوري أن انتشار معلومات غير صحيحة حول مخاطر اللقاح على بعض منصات التواصل الاجتماعي يشكل عائقًا أمام جهود التوعية، مؤكدًا أن التلقيح أثبت علميًا فعاليته في الحد من انتشار المرض. وشدد على أن غياب المناعة عند غير الملقحين يجعلهم أكثر عرضة للفيروس ومضاعفاته.
أما فيما يتعلق بالتعامل مع التلاميذ غير الملقحين والمصابين، فأوضح عكوري أن مسؤولية تلقيح الأبناء تقع على عاتق الأسر، غير أن رفض التلقيح قد يشكل خطرًا على صحة الطفل وباقي التلاميذ. وأكد أن أي تلميذ غير ملقح في مدرسة تعرف انتشارًا للحصبة قد يكون عرضة للإصابة، مما يستوجب اتخاذ تدابير احترازية صارمة بحقه.
وأشار إلى أن التلاميذ غير الملقحين والمصابين سيتم استبعادهم من الدراسة مؤقتًا، على غرار المصابين الذين سيخضعون للحجر الصحي المنزلي حتى تماثلهم للشفاء. ولفت إلى أن هذا الإجراء ليس عقابًا، بل هو إجراء وقائي يهدف إلى حماية بقية التلاميذ من العدوى.
كما دعا عكوري إلى تتبع دقيق لحالة التلاميذ، خاصة في التعليم الأولي والابتدائي، مع ضمان إشراف فرق طبية تابعة لوزارة الصحة على العملية، وبتنسيق مع الأطر الإدارية داخل المؤسسات التعليمية.
وأضاف أنه في حال ارتفاع نسبة الإصابات داخل مؤسسة تعليمية إلى ما بين 40% و50% من إجمالي التلاميذ، سيتم تصنيفها كبؤرة وبائية، مما يستدعي إغلاقها بقرار من اللجنة الصحية المختصة، والتي تضم أطباء وخبراء وممثلين عن وزارتي الداخلية والتربية الوطنية. وفي هذه الحالة، سيتم اعتماد التعليم عن بعد لضمان استمرارية الدراسة مع الحد من تفشي العدوى.
من جانبه، أكد محمد مشكور، رئيس الفرع الإقليمي لجمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بعمالة مقاطعات الحي الحسني، دعم الجمعية التام لهذه التدابير الوقائية، مشيرًا إلى أن ارتفاع حالات الإصابة يستوجب تدخلًا حازمًا. وأضاف أن الجمعية نظمت لقاءات تواصلية بالتنسيق مع السلطات التربوية والصحية، بهدف توعية الأسر بمخاطر المرض، وتحسيسهم بأهمية التلقيح.
وأوضح مشكور أن هذه اللقاءات التحسيسية، التي انطلقت قبل العطلة المدرسية، استهدفت المؤسسات الابتدائية والإعدادية والثانوية، لكنها كشفت عن تحديات تتعلق بضعف وعي بعض الآباء بخطورة المرض، نتيجة انتشار معلومات مضللة حول اللقاح.
كما شدد على أن لقاح الحصبة ليس جديدًا، بل هو معتمد منذ عقود، ويُستخدم لحماية الأطفال الذين لم يتلقوا الجرعات اللازمة في سن مبكرة. وأكد أن حملات التلقيح تصبح ضرورية خلال فترات انتشار الأوبئة لحماية المجتمع بأكمله.
وفي ختام تصريحه، دعا مشكور جميع الآباء والأمهات إلى تعزيز التواصل مع الهيئات الإقليمية المعنية، والمشاركة في لقاءات التوعية، لضمان حماية التلاميذ وتأمين بيئة مدرسية سليمة، عبر الجمع بين التلقيح، العزل الوقائي، والتعليم عن بعد عند الحاجة.