ليكيب نيوز – ع ت
الجمعة 25 أبريل 2025 – 18:59
أظهرت مجموعة “اتصالات المغرب” مع بداية سنة 2025 مؤشرات واعدة تعكس قدرتها على الحفاظ على نسق النمو، رغم الأجواء التنافسية الحادة التي تطبع قطاع الاتصالات محليًا وقاريًا. فقد تمكنت المجموعة من رفع عدد زبائنها بنسبة 3.6%، ليقترب من حاجز 80 مليون مشترك، وهو ما يجسد استمرارية جاذبية خدماتها وتنوع عروضها، إلى جانب وفاء الزبائن الحاليين.
ورغم التراجع المسجل في خدمات الهاتف النقال وتقنية “ADSL” داخل السوق الوطنية، استطاعت المجموعة التوازن من خلال النمو المطرد لخدمة الألياف البصرية (FTTH)، التي ساهمت في الحفاظ على استقرار رقم المعاملات. كما سجلت الفروع الإفريقية التابعة لـ”موف أفريقيا” تحسنًا لافتًا بنسبة 4.1% في رقم المعاملات، مدفوعة بتزايد استخدام البيانات، وانتشار خدمات الألياف وخدمات “Mobile Money”، ما منح هذه الفروع دفعة جديدة في أسواق شابة واعدة.
على مستوى الربحية، سجلت “اتصالات المغرب” أرباحًا تشغيلية صافية (EBITDA) بقيمة 4.4 مليارات درهم، مع هامش ربح قارب 50%، في تأكيد على نجاعة تدابير ترشيد النفقات وتعزيز الكفاءة التشغيلية، التي باتت جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية المجموعة المالية.
وفي خطوة لافتة تعكس طموحها الريادي في قيادة التحول الرقمي بالمغرب، أعلنت المجموعة عن شراكة استراتيجية مع شركة “إنوي”، تقضي بإنشاء شركتين مشتركتين (بنسبة 50/50):
ـ الأولى، “FiberCo”، ستُعنى بنشر الألياف البصرية، مع هدف طموح يصل إلى مليون مقبس خلال سنتين، و3 ملايين في غضون خمس سنوات.
ـ الثانية، “TowerCo”، ستركز على تسريع وتيرة نشر الجيل الخامس، من خلال بناء وتجديد 2000 برج خلال ثلاث سنوات، ورفع العدد إلى 6000 برج في أفق عشر سنوات، باستثمار إجمالي يقدر بـ4.4 مليارات درهم خلال المرحلة الأولى.
هذا الاتفاق لم يكن مجرد صفقة استثمارية، بل شمل أيضًا تسوية ودّية لمجموعة من الخلافات القانونية، حيث تم الاتفاق على التنازل عن الطعون أمام محكمة النقض، وتخفيض مبلغ التعويض المستحق إلى 4.38 مليارات درهم بدل 6.38 مليارات درهم كما كان في 2024، مما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المؤسساتي بين أبرز فاعلين في قطاع الاتصالات المغربي.
وتستمر “اتصالات المغرب” في تنفيذ استراتيجيتها الاستثمارية التي تضع رقمنة الشبكات وتوسيع التغطية بالإنترنت عالي الصبيب في صلب أولوياتها، مع استعدادها لاحتضان خدمات الجيل الخامس محليًا وإفريقيًا، عبر فروعها المنتشرة في القارة.
ويؤكد مسؤولو المجموعة أن الحفاظ على دينامية الابتكار، وتوسيع آفاق الشراكات، وتكييف البنيات التحتية مع التحول الرقمي، عوامل كفيلة بتعزيز موقع “اتصالات المغرب” كفاعل محوري في المشهد الرقمي المتجدد.
قراءة مغربية في السياق:
ما يُحسب لـ”اتصالات المغرب” في هذه المرحلة هو قدرتها على الحفاظ على توازن مالي قوي، رغم تقلص هوامش بعض الخدمات التقليدية. التحول نحو الألياف البصرية، والانفتاح على شراكات استراتيجية مع المنافسين، يشيان بأننا أمام شركة تستوعب جيدًا تحولات السوق، وتستعد بذكاء للمرحلة القادمة، التي ستُبنى فيها التنافسية على من يُتقن الاستثمار في البنى التحتية الذكية والابتكار الرقمي