ليكيب نيوز – ع ت
السبت 03 مايو 2025 – 01:47
في محطة إنسانية متميزة، قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، أمس الجمعة، بزيارة رسمية إلى جامعة غالوديت بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وهي المؤسسة العالمية الرائدة المتخصصة في التعليم العالي للأشخاص الصم وضعاف السمع، من مرحلة الطفولة المبكرة حتى الدراسات العليا.
وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدؤوبة التي تقودها صاحبة السمو الملكي من أجل تمكين الأطفال الصم وضعاف السمع في المغرب، عبر تعزيز فرص التعلم والتأهيل، وتوفير بيئة تعليمية دامجة ترتكز على احترام الخصوصية اللغوية والثقافية لهذه الفئة المجتمعية.
توقيع اتفاقية رائدة
وبمناسبة هذه الزيارة، ترأست صاحبة السمو الملكي مراسم التوقيع على مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء وجامعة غالوديت، بحضور السيدة روبرتا كوردانو، رئيسة الجامعة، والسيد كريم الصقلي، الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية المغربية والأمريكية.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي بين المؤسستين، وتبادل الخبرات في مجال التعليم الموجه للأشخاص الصم، مع فتح آفاق لإنشاء أول جامعة في إفريقيا والشرق الأوسط مخصصة لهذه الفئة.
وفد رسمي ومغاربة بواشنطن في استقبال سمو الأميرة
حظيت صاحبة السمو الملكي باستقبال حافل من طرف مسؤولي الجامعة، يتقدمهم السيدة كوردانو، ورافقها في الزيارة وفد مغربي رسمي ضم السيد عز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي، والسيدة نعيمة ابن يحيى، وزيرة التضامن، والسيد يوسف العمراني، سفير المملكة بواشنطن، إلى جانب مسؤولين آخرين.
كما كان للزيارة طابع وجداني مميز، حيث التقت سموها طالبين مغربيين يتابعان دراستهما بجامعة غالوديت، وهما الآنسة زهرة كيطون، طالبة بسلك الدكتوراه، والسيد زكريا القنتوني، الطالب في سلك الإجازة، وهو من خريجي مؤسسة للا أسماء.
جولة معرفية داخل الجامعة الرائدة
شملت الزيارة الميدانية عدداً من مرافق الجامعة المتخصصة، حيث اطلعت سمو الأميرة على الفصول الدراسية والمختبرات التربوية، وعلى رأسها مختبر “الضوء الحركي”، الذي يوظف تقنيات بصرية مبتكرة لدمج لغة الإشارة في عملية التعلم. كما زارت مركز “لوران كليرك الوطني لتعليم الصم”، الذي يؤمن مسارا تعليميا متكاملا للأطفال من مرحلة ما قبل المدرسة إلى المرحلة الثانوية.
وأبدت صاحبة السمو الملكي اهتماماً خاصاً بمقاربة “تعلم الأسرة”، التي تعتمد على إشراك الآباء في دعم نمو أطفالهم الصم لغوياً واجتماعياً.
رؤية ملكية لمجتمع دامج
في كلمة مؤثرة بالمناسبة، أكد السيد كريم الصقلي أن مؤسسة للا أسماء تكرس مجهوداتها، منذ أكثر من 50 عام ، لضمان حق الأطفال الصم في تعليم عادل ومتكيف مع خصوصياتهم، في إطار رؤية منسجمة مع التوجيهات الملكية السامية الداعية لبناء مجتمع دامج ومنصف.
وكشف الصقلي عن مشروع طموح تعمل عليه المؤسسة بشراكة مع جامعة غالوديت، يتمثل في إحداث أول جامعة في القارة الإفريقية والعالم العربي مخصصة حصرياً للصم والمهن المرتبطة بالصمم.
من جهتها، عبرت السيدة كوردانو عن فخرها بالشراكة مع مؤسسة للا أسماء، ووصفت الزيارة بـ”التاريخية”، مؤكدة أن مذكرة التفاهم تعكس التزاما مشتركا نحو مستقبل أكثر إشراقاً للتعليم المتخصص في المغرب.
نقلة نوعية في مسار الإدماج
زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء إلى جامعة غالوديت ليست مجرد محطة دبلوماسية أو مؤسساتية، بل تمثل تحولا نوعياً في مسار إدماج الأشخاص الصم داخل النسيج المجتمعي المغربي، وتفتح الأفق أمام طفرة في مجال التعليم الشامل والمتكافئ.
في سياق الجهود الوطنية لتعزيز الحقوق الثقافية واللغوية للأشخاص في وضعية إعاقة، تؤكد هذه الزيارة على التزام المغرب بمسار تنموي إنساني، يجعل من الإدماج والتكافؤ ركيزتين لبناء مغرب الغد