الجمعة 10 يناير 2025 – 18:57
ليكيب نيوز :
بقلم : عبد الفتاح تخيم .
يستحضر الشعب المغربي، غدًا السبت 11 يناير 2025، الذكرى الـ81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تشكّل إحدى المحطات الكبرى في تاريخ الكفاح الوطني لاستعادة السيادة الوطنية وإنهاء الاستعمار.
تُعد هذه المناسبة فرصة لتجديد الفخر والاعتزاز بصفحات مشرقة من النضال الوطني الذي جسد قوة الوحدة بين العرش والشعب، والوعي العميق بالقيم الوطنية المقدسة. ففي ظل نظام استعماري فرض الحماية الفرنسية على وسط البلاد، والإسبانية على شمالها وجنوبها، مع إخضاع طنجة لنظام دولي، وجد المغاربة أنفسهم أمام تحديات كبيرة لتحقيق الوحدة الوطنية.
وقد خاض المغاربة نضالًا مستمرًا شمل الانتفاضات الشعبية والمعارك المسلحة، خاصة في الأطلس المتوسط والشمال والجنوب، إلى جانب مراحل الكفاح السياسي، مثل مقاومة الظهير الاستعماري التمييزي عام 1930، وتقديم مطالب إصلاحية في 1934 و1936.
لعب المغفور له الملك محمد الخامس دورًا محوريًا في دعم المقاومة الوطنية، إذ استغل مؤتمر آنفا في يناير 1943 للتأكيد على مطلب استقلال المغرب، مبرزًا إسهامات المملكة في دعم الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية. وقد حظيت هذه الجهود بدعم الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت الذي اعتبر استقلال المغرب طموحًا مشروعًا.
كانت وثيقة المطالبة بالاستقلال التي وُقّعت في 11 يناير 1944 من قِبَل 67 شخصية وطنية، بينهم امرأة، محطة تاريخية حاسمة، حيث طالبت باستقلال المغرب تحت قيادة الملك محمد بن يوسف، وبانضمام المغرب إلى المجتمع الدولي، مع الدعوة إلى إصلاحات سياسية داخلية تعتمد نظامًا شوريًا يحفظ حقوق الشعب.
بعد تقديم الوثيقة، واصل الشعب المغربي نضاله، خاصة بعد نفي السلطان محمد الخامس، ما عزز المقاومة وأسهم في بلوغ لحظة الاستقلال عام 1956.
إحياء هذه الذكرى الوطنية هو تأكيد على ارتباط المغاربة بتاريخهم التحرري، وتجسيد لوحدة العرش والشعب، ووفاء للتضحيات التي قُدمت من أجل الحرية والسيادة الوطنية.