ليكيب نيوز
التلاتاء 20 مايو 2025
في زمن تتعاظم فيه التحديات، الآتية من كل مكان، وتتعقد فيه خرائط الخوف وتكثر جبهات القلق، ينهض اسم عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عنوانا للثقة والطمأنينة والكفاءة العالية والمسؤولية الوطنية.
الكلمات، أعلاه، ليست إطراء من النوع الذي لا نجيده، ولا رميا للورود على رجل لا يحتاج ذلك، ولا محاولة لتلميع صورة، بل نزر قليل في كتاب الاعتراف بجميل واحد من أبناء الوطن، اشتغل وكابد، لأكثر من عقدين في المسؤولية، واجتهد، وقاد آلاف الرجال والنساء من أطر الأمن الوطني لهدف واحد، وضعه فوق كل اعتبار: السيادة الأمنية للمغرب والمغاربة ولا شيء غير ذلك.
حموشي من طينة الرجال الذين كلما كبروا في الرتب والمسؤوليات، كلما تواضعوا للخلق والخالق، وهو لا يخفي ذلك، أو يتصنعه.
وتظهر هذه الخصلة عفوية في عدد من المواقف والمناسبات العامة، وظهرت، بوضوح، في افتتاح وفعاليات الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالجديدة، إذ كان الرجل كريما إلى أبعد الحدود، ومضيافا للجميع، مبتسما، ومنصتا ومتفاعلا، وملهما لآلاف الأطفال والشباب والأطر، من مختلف المشارب، التي حضرت العرس الباهر.
بصمته الهادئ، وصراحته الهادفة، ويقظته وفطنته وروحه الوطنية، أعاد حموشي رسم صورة رجل الأمن كما يريده جميع المغاربة، لا رمزا للسلطة والقهر والعنف المشروع، بل شريكا في الأمن، ومتعاونا في منظومة السلامة، ومساعدا في رفع الصعوبات، وقهر التحديات، داخليا وخارجيا.
ففي الذكرى التاسعة والستين لتأسيس الأمن الوطني، لا نحتفل، فحسب، بمؤسسة عريقة، بل نحيي روحا جديدة بعثها هذا القائد، الذي آمن بأن الأمن ليس قبضة، بل عقل، وليس استعراضا، بل التزام، وليس سلطة مفروضة، بل مسؤولية مشتركة. فلم يختر حموشي الأضواء، ولا كان هدفه في يوم من الأيام، لكن هي التي لحقت به في كل مكان. لا يتحدث كثيرا، لكن فعله أبلغ من كل خطاب، وهو الذي نجح في نسج منظومة أمنية مغربية فريدة، جعلت المواطن في قلب الاهتمام، والاحتراف عنوان الممارسة، والكرامة أساس العلاقة بين الأمني والمواطن. وحين ترى رجال ونساء الأمن، اليوم، متسلحين بالانضباط والتكوين، مدججين بالإرادة، قبل العتاد، مدربين على احترام القانون كما على تطبيقه، فاعلم أن خلف هذا المشهد، قيادة اختارت الصمت والعمل بدل الشعارات، والنتائج بدل الوعود.
في هذه المناسبة التي يحتفل فيها رجال ونساء الأمن بعيدهم الوطني، وفي مناسبات أخرى، من حقنا جميعا أن نفخر بالمستوى الذي وصلته واحدة من أهم المؤسسات الإستراتيجية بالبلاد، تواصلا وشفافية ونجاعة وأداء وفعالية وتعاونا خارجيا في القضاء على خلايا الجريمة في مهدها. لا يسع سوى الوقوف احتراما لمؤسسة مواطنة ومنفتحة على المواطنين من مختلف الأجيال، تنبض بالحياة واليقظة، وننحني عرفانا لرجل جعل من المهنة رسالة، ومن الرسالة عهدا لا يخون. تحية لحموشي..
رجل المرحلة، ورمز الأمن الذي نريده: حاميا، لا متسلطا، وحازما، لا عنيفا، مواطنا، لا متعاليا.
ومعه آلاف الرجال والنساء الذين ينهلون من القيم والمثل نفسها.