ليكيب نيوز – 16-12-2024
00:32
ناقش نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تراجع مشاركة الشباب المغربي في العمل السياسي خلال لقاء تفاعلي نظمه مع طلبة المؤسسات الجامعية بالرباط. وأشار إلى وجود مفارقة واضحة بين الحماس السياسي الذي ميز الشباب في الماضي والوضعية الحالية التي يطغى عليها العزوف واللامبالاة تجاه السياسة.
تحولات عبر الأجيال
تحدث بنعبد الله عن السياق السياسي في السبعينيات، حيث كان العمل السياسي محفوفًا بالمخاطر، خاصة داخل الأحزاب اليسارية. ورغم تلك الظروف القاسية، كان الشباب ينخرطون بنشاط في النقاشات السياسية سواء بالجامعات أو المدارس الثانوية. وأبرز أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الذي عاد إلى النشاط القانوني عام 1979، كان مساحة حيوية للنقاش السياسي.
في المقابل، أوضح أن الوضع اليوم يعكس عزوفًا واضحًا للشباب، مشيرًا إلى أن مليون طالب جامعي بالمغرب لا يمثل منهم المهتمون بالسياسة سوى نسبة ضئيلة جدًا.
العوامل المؤدية للعزوف
يرى بنعبد الله أن تراكمات الماضي، مثل التزوير الانتخابي وفساد بعض السياسيين، ساهمت في بناء صورة سلبية عن العمل السياسي. وأضاف أن الخطاب السائد اليوم يروج لفكرة أن السياسيين يخدمون مصالحهم الشخصية، مما يفقد الأحزاب مصداقيتها لدى الشباب.
كما انتقد استخدام المال في الاستحقاقات الانتخابية، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تعيق الديمقراطية الحقيقية. وقال: “الانتخابات الأخيرة شهدت تسونامي من المال، حيث استُغلت الحاجة الاقتصادية لبعض الفئات لشراء الأصوات”.
دعوة لتجديد العمل السياسي
ركز الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على ضرورة إعادة بناء الثقة بين الشباب والأحزاب السياسية. وأكد أن الحل يكمن في تمكين الشباب داخل الأحزاب، ومنحهم حرية أكبر للمساهمة بطرق مبتكرة تتماشى مع طموحاتهم. كما دعا إلى الانفتاح على الجيل الجديد الذي يمتلك كفاءات ومهارات يمكن أن تضيف الكثير للحياة السياسية.
وجهة نظر طلابية
من جهته، اعتبر يونس بلعايدي، المنسق الوطني للقطاع الطلابي بالحزب، أن النقاش حول عزوف الشباب عن السياسة ما زال راهنيًا رغم تكراره. وأكد أن دور الأحزاب يجب أن يكون في توفير فضاءات تمكّن الشباب من المشاركة الفعلية في صناعة القرار.
كما شدد على أهمية مراجعة السياسات المتعلقة بإدماج الشباب في العمل السياسي، مشيرًا إلى أن حذف اللائحة الوطنية للشباب في البرلمان كان خطوة تراجعية زادت من إحباط هذه الفئة.
خلاصة
بينما يشكل الشباب القوة الديمغرافية الأكبر في المغرب، تبقى مشاركتهم السياسية ضعيفة بشكل مقلق. ومع استمرار الأحزاب في الدعوة إلى إشراكهم، يظل التحدي الحقيقي في تحقيق تغيير جذري يزيل الحواجز التي تعيق انخراطهم، ويعيد الثقة في السياسة كوسيلة لبناء مستقبل أفضل.