ليكيب نيوز – 29 ديسمبر 2024 –
12:08
في ظل التحولات السريعة التي تطرأ على ملف النزاع حول الصحراء المغربية، تجد جبهة البوليساريو نفسها أمام خيارات محدودة. فمن جهة، تواجه تحديًا كبيرًا نتيجة عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي سبق أن أعلن اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء، ومن جهة أخرى، تصطدم بموجة من المكاسب الدبلوماسية التي يحققها المغرب على الساحة الدولية، ما يجعل خياراتها محصورة بين التصعيد أو التراجع إلى مرحلة هدوء تكتيكي.
حسابات الجبهة بين التصعيد والتراجع
يرى محللون أن عودة ترامب، المعروف بسياسته البراغماتية، قد تدفع واشنطن إلى اتخاذ خطوات أكثر قوة لدعم السيادة المغربية على الصحراء. وهذا الاحتمال يضع الجبهة في موقف صعب، حيث يُتوقع أن تعتمد استراتيجية التحفظ السياسي لتجنب أي تحركات قد تعزز موقف المغرب أمام المجتمع الدولي.
مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي السابق في البوليساريو، يؤكد أن الجبهة ستتبنى سياسة تجنبية خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن القيادة الانفصالية تدرك أن التصعيد في المرحلة الراهنة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، خاصة مع الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة داخل مجلس الأمن الدولي.
غياب الحضور الفاعل
من جانبه، أوضح محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن البوليساريو باتت عاجزة عن مواكبة التطورات التي تعرفها قضية الصحراء. وقال إن الجبهة أصبحت في وضعية “رد الفعل” بدلًا من المبادرة، بينما يتصاعد دور الجزائر بشكل أكبر في هذا الملف.
وأشار عبد الفتاح إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب قد تلجأ إلى تعزيز الاعتراف بمغربية الصحراء من خلال خطوات عملية، مثل افتتاح قنصلية في الداخلة، ما يزيد من عزلة الجبهة دوليًا.
ديناميات متغيرة
في المقابل، يستغل المغرب حالة الضعف التي تمر بها الجبهة لتعزيز مكتسباته على المستويين الدبلوماسي والتنظيمي. كما أن الجزائر، الداعم الرئيسي للبوليساريو، تُتهم بتسويق خطاب معادٍ للمغرب لتوجيه الأنظار عن أزماتها الداخلية.
السيناريوهات المحتملة
يتوقع مراقبون أن تتجنب الجبهة أي تحركات ملفتة للنظر في السنوات القليلة المقبلة، لكنها قد تسعى إلى تصعيد محدود مع اقتراب أحداث بارزة، مثل تنظيم المغرب لكأس العالم في 2030. في المقابل، يواصل المغرب الدفع نحو طي الملف بشكل نهائي، مستفيدًا من التغيرات الدولية والاعترافات المتزايدة بمغربية الصحراء.
ختامًا
يبقى النزاع حول الصحراء المغربية ملفًا مفتوحًا على سيناريوهات متعددة، لكن المؤشرات الحالية تُظهر تفوقًا مغربيًا واضحًا، في ظل تراجع حظوظ البوليساريو دبلوماسيًا واعتمادها على تكتيكات مؤقتة لا تغير من الواقع شيئًا.