الأحد 10 نونبر 2024 –
في منطقة حدودية محاطة بأجواء التوتر الناتج عن استفزازات جبهة البوليساريو، تقع جماعة المحبس، التي بدأت تأخذ مساراً مغايراً بفضل سلسلة مشاريع تنموية ضخمة. من نقطة حدودية قليلة السكان والإمكانات، أصبحت المحبس اليوم مثالاً حياً على إرادة التنمية وخلق حياة جديدة لسكانها، وفق رؤية تهدف إلى تحويل هذه المنطقة إلى مدينة متكاملة البنية والخدمات.
مسار التنمية وبداية تحول المنطقة
منذ سنوات، بدأت المحبس تشهد تغيرات جذرية، شملت تحديث البنية التحتية وإنشاء المرافق الأساسية الضرورية. وفي هذه الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، تواصلت الاحتفالات بإطلاق مشاريع جديدة ترسم خارطة طريق للتنمية الشاملة. وقد تم تدشين مشاريع تخص الإنارة العمومية وتوسيع المساحات الخضراء وإنشاء فضاء ذاكرة المقاومة، بميزانيات ضخمة تعكس حجم الاهتمام بجعل المحبس منطقة مستدامة تجسد أهداف التنمية.
افتخار واعتزاز بالانتماء للوطن
شيوخ المنطقة وأبناء القبائل، الذين واكبوا مسيرة التحولات، ينظرون إلى هذه المشاريع كبداية “مسيرة جديدة”، ويؤكدون أن المحبس أصبح موطناً يُفتخر به، خاصةً وأن هذه الإنجازات تعكس وفاء أهل المنطقة لوحدتهم الترابية. يقول حمدان الحسن، شيخ القبيلة وأحد المشاركين في المسيرة الخضراء، إن “المحبس اليوم تسير في طريق مختلف، متمسكة بأصالتها، ومتحلية بوعي تجاه أهمية الاستقرار والتنمية”.
دينامية مجتمعية جديدة ورؤية تنموية
أبناء المنطقة يعبّرون عن طموحاتهم لمستقبل المحبس كمنطقة حضرية حيوية ومزدهرة. النعم أجغاغ، أحد أبناء المنطقة، يشير إلى أن مشاريع المحبس لا تتوقف عند حدود البنية التحتية بل تمتد لتشمل تطوير فرص الشباب ودعم المجتمع المحلي. ويؤكد قائلاً: “هذا الزخم التنموي الذي نراه اليوم في المحبس يعكس التزام الدولة بتغيير واقع المنطقة وتحسين حياة الناس”.
استفزازات لم توقف عجلة التقدم
وعلى الرغم من التحديات والاستفزازات التي تمارسها البوليساريو، تواصل المحبس نموها بثقة، وسط إصرار سكانها على مواجهة أي تهديدات بهدوء ووعي. أبيدار محمود، الرئيس السابق للجماعة، يعبر عن قناعته بأن “هذه المحاولات اليائسة من البوليساريو لن تعيق تطور المحبس”، ويضيف أن “أبناء المنطقة مصممون على المضي قدماً في طريق التنمية دون الالتفات لأي استفزازات”.
نداء للعودة والانضمام للوطن الأم
ويؤكد أبيدار أن قادة جبهة البوليساريو ما زالوا رهائن بيد النظام الجزائري، داعياً إياهم إلى العودة لوطنهم المغرب والانضمام إلى مشروع الحكم الذاتي الذي يتيح لهم المشاركة في صنع مستقبل مشترك. يوجه الرسالة إلى أبناء عمومته في تندوف، قائلاً: “المحبس تمضي في مسار واضح، ونحن ندعوكم لتكونوا جزءاً من هذا الإنجاز التنموي الذي يشمل الجميع”.

