ليكيب نيوز
تحرير – عبد الفتاح تخيم
الاربعاء 30 أبريل 2025 – 15:46
في خطوة مؤسساتية بارزة تعكس التزام المغرب الراسخ بتعزيز التعاون الإفريقي، احتضنت العاصمة الرباط، اليوم الأربعاء، حفل توقيع اتفاق المقر الدائم للمنظمة الإفريقية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأفروساي)، بحضور وزير الشؤون الخارجية السيد ناصر بوريطة، والرئيسة الأولى للمجلس الأعلى للحسابات السيدة زينب العدوي.
ويمثل هذا الحدث تتويجاً لمسار دبلوماسي وتقني ناجح، يكرس موقع المغرب كفاعل وازن في مجال الحوكمة والرقابة المالية على الصعيد القاري، ويُجسد في الآن ذاته الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى جعل المملكة قطباً قارياً لتبادل الخبرات وبناء القدرات في ميادين التدبير الرشيد وربط المسؤولية بالمحاسبة.
الاتفاقية الموقعة تُمكن منظمة “الأفروساي” من التوفر على مقر دائم لها بالرباط، بما يعزز من استقرارها المؤسسي ويُسهم في توسيع دائرة أنشطتها التقنية والمهنية، تحت إشراف المجلس الأعلى للحسابات المغربي الذي يضطلع منذ سنوات بمهمة الأمانة العامة للمنظمة.
وتضم “الأفروساي” في عضويتها الأجهزة العليا للرقابة المالية في 54 دولة إفريقية، بالإضافة إلى محكمة الحسابات التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS). كما تعقد جمعيتها العامة كل ثلاث سنوات، من أجل تقييم منجزاتها، والمصادقة على تقاريرها، وتجديد هياكلها التسييرية للفترة المقبلة.
وتُعد استضافة الرباط لهذا المقر الدائم دليلاً إضافياً على ما تحظى به المملكة من ثقة وتقدير في الأوساط الإفريقية، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه أنظمة الرقابة العمومية بالقارة، والتي تستوجب تعزيز التعاون، وتبادل الممارسات الفضلى، وتكوين الأطر الرقابية وفق المعايير الدولية.
زاوية مغربية:
احتضان المغرب لهذا الصرح القاري لا يُعد فقط مكسباً رمزياً، بل هو رافعة جديدة لتوطيد الشراكات مع البلدان الإفريقية، خصوصاً في مجالات الشفافية، مكافحة الفساد، وحسن تدبير المال العام. كما يُشكل فرصة سانحة لخلق دينامية مهنية جديدة تنخرط فيها الكفاءات المغربية لتقوية القدرات الرقابية داخل الفضاء الإفريقي المشترك