ليكيب نيوز
السبت 3 ماي 2025-22:30
تعيش كرة القدم المغربية واحدة من أفضل فتراتها على صعيد المنتخبات الوطنية، التي باتت رقماً صعباً قارياً ودولياً، بفضل إنجازات تاريخية في مختلف الفئات، أبرزها نصف نهائي كأس العالم 2022، وبرونزية أولمبياد باريس، وتتويجات في الفوتسال رجال، كأس إفريقيا لأقل من 17 و23 سنة، وأخيراً لقب أمم إفريقيا للسيدات داخل القاعة. هذه النجاحات المتتالية جعلت المغرب يُعد من بين الدول الرائدة في القارة من حيث الاستثمار في التكوين والبنية التحتية الكروية.
في المقابل، يُغرد الدوري الاحترافي المغربي خارج هذا السرب المضيء، حيث تئن أنديته تحت وطأة مشاكل مالية، تنظيمية، وتدبيرية، أعاقت تحركها نحو الاحتراف الحقيقي. هذا التباين الصارخ بين تألق المنتخبات وتعثر الأندية المحلية يفتح باب التساؤلات حول أسباب الفجوة، ودور العصبة الوطنية الاحترافية في تطوير المنظومة.
ويرى العديد من المتابعين أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بقيادة فوزي لقجع، نجحت في وضع خارطة طريق واضحة للمنتخبات، بينما فشلت العصبة الاحترافية في نقل تلك التجربة إلى الأندية، التي لا تزال تعاني من ضعف التكوين، وسوء التسيير، وغياب البُعد الاستراتيجي في الاشتغال على الفئات العمرية.
وأكد المدرب الوطني فوزي جمال في حديثه لـ”هسبورت” أن الفجوة ناتجة عن غياب الإرادة لدى عدد من الأندية، قائلاً: “الجامعة وفّرت نموذجاً ناجحاً، لكن بعض الأندية لم تتجاوب مع هذا التوجه، رغم أن تطور المنتخبات لا يمكن أن يستمر دون قاعدة قوية من المنتوج المحلي”.
وأضاف: “ما نعيشه حالياً هو تناقض غير منطقي، المنتخب يستمد طاقته من الأندية، وإذا كانت هذه الأخيرة تعاني، فالأثر حتماً سيصل للمنتخبات مستقبلاً. لذلك يجب على الأندية أن تتوفر على هيكلة واضحة، وتسيير فعلي وليس شكلي”.
في النهاية، بات ضرورياً أن تستوعب الأندية أن اللحاق بركب المنتخبات لا يمر إلا عبر إصلاح داخلي عميق، واستثمار ذكي في التكوين، والحكامة، والموارد، قبل فوات الأوان