ليكيب نيوز – ع ت
التلاتاء 22 أبريل 2025 : 13:39
بخطى ثابتة ورؤية فنية راقية، كتب المدرب التشيلي مانويل بيليغريني صفحة جديدة في تاريخ ريال بيتيس، بعدما بات رسميًا المدرب الأكثر تحقيقًا للانتصارات في مسيرة النادي الأندلسي، متجاوزًا أسماء خالدة مثل لورنزو سيرا فيرير وبيبّي ميل. فبفوزه مساء الإثنين على جيرونا بنتيجة 3-1، حصد بيليغريني انتصاره رقم 117 مع بيتيس، متفوقًا على سجل سيرا فيرير (116 فوزًا)، ليعتلي بذلك صدارة المدربين الأكثر فوزًا في تاريخ الفريق الأخضر والأبيض.
منذ استلامه لمقاليد الفريق في صيف 2020، قاد بيليغريني كتيبة “الفيرديبلانكوس” في 247 مباراة، وتمكن من تحقيق التوازن الفني والنتائج الإيجابية، سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي. نجاحاته لم تكن محصورة فقط في عدد الانتصارات، بل شملت أيضًا تتويجًا تاريخيًا بكأس الملك عام 2022، وتأهلات متكررة للمسابقات الأوروبية، مما أضفى على بيتيس هوية تنافسية واضحة في السنوات الأخيرة.
اللافت في مسيرة بيليغريني هو قدرته على البناء التدريجي وتحقيق الاستمرارية، في نادٍ عرف عبر تاريخه تقلبات كثيرة في النتائج والاختيارات الفنية. وبينما يُثني كثيرون على الأرقام القياسية، يُجمع المراقبون على أن بيليغريني نجح قبل كل شيء في ترسيخ فلسفة لعب جميلة ومتوازنة، تقوم على الواقعية الهجومية والتنظيم الدفاعي الصلب.
تاريخ ريال بيتيس يحتفظ بأسماء كثيرة صنعت المجد عبر محطات مختلفة، أبرزهم لورنزو سيرا فيرير، مهندس صعود الفريق إلى الدرجة الأولى سنة 1994، وصاحب إنجاز التأهل إلى دوري الأبطال في موسم 2005 بعد التتويج بكأس الملك على حساب أوساسونا. كما لا تُنسى بصمة المدرب بيبّي ميل الذي أعاد الأمل للجماهير خلال فترتين تدريبيتين ناجحتين.
ولعل المقارنة بين الأسماء يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الظروف الزمنية والسياقات المختلفة التي عاشها كل مدرب، كما هو الحال مع المجري فيرينك سوسا، الذي رغم رحيله القسري بسبب ضغط السلطات الشيوعية آنذاك، ساهم في بناء نواة الفريق البطل سنة 1977 بقيادة رافائيل إريوندو.
اليوم، يواصل مانويل بيليغريني كتابة التاريخ في “بينيتو فيامارين”، ويبدو أن طموحه لم يتوقف عند الأرقام. فتحت قيادته، بات بيتيس فريقًا يُحسب له ألف حساب في الليغا، ولا يبدو أن مسيرته مع الفريق الأندلسي قد وصلت إلى ذروتها بعد.
تحليل .
من وجهة نظر مغربية، تبرز أهمية مشروع بيليغريني في إشاعة ثقافة العمل على المدى البعيد داخل أندية لها تاريخ شعبي كبير مثل بيتيس، وهو ما نفتقر إليه في كثير من الفرق المغربية، حيث تغلب العاطفة والقرارات المتسرعة على التخطيط والاستقرار. تجربة التشيلي تستحق الدراسة في كليات التكوين الرياضي، خاصة من حيث المزج بين الواقعية والنجاعة التهديفية، دون التفريط في هوية النادي وجماهيره.