ليكيب نيوز – 18:59
في أجواء يطبعها الحماس والمسؤولية، انعقد صباح اليوم الخميس بمقر وزارة الداخلية اجتماع رفيع المستوى لتقييم مدى التقدم في أشغال بناء وإعادة تأهيل الملاعب والبنيات التحتية المرافقة، استعدادًا لاحتضان المغرب نهائيات كأس الأمم الإفريقية في دجنبر 2025. الاجتماع جمع كبار مسؤولي الدولة، من وزراء ووُلاة ورؤساء جهات، إلى جانب ممثلي المؤسسات الوطنية المعنية بقطاع النقل والمرافق الحيوية، مما يعكس حجم الرهان الوطني لإنجاح هذا الموعد القاري.
وشمل الاجتماع المدن الست التي ستحتضن مباريات “الكان” — وهي الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، مراكش وتطوان — حيث تم الوقوف على سير الأشغال ومدى احترامها للجدول الزمني المحدد سلفًا. وأكد بلاغ صادر عن وزارة الداخلية أن وتيرة الأشغال تسير وفق الخطة المرسومة، وأن مختلف الأطراف المعنية تشتغل بانسجام وتعبئة شاملة لضمان استكمال المشاريع في الوقت المحدد.
إلى جانب الملاعب، يجري تنفيذ مشاريع مهيكلة لتحسين التنقل الحضري وتأهيل محيط الملاعب والمسارات المؤدية إليها، وكذا تجهيز الفضاءات العامة لاستقبال الزوار من داخل وخارج المغرب. وتشمل هذه الأشغال توسعة الطرق، تعزيز النقل العمومي، تحسين الإنارة العمومية، وتجهيز الفضاءات الخضراء، وهو ما سيساهم في تعزيز جاذبية المدن المحتضنة للحدث.
وفي معطى بالغ الأهمية، كشف البلاغ أن هناك أكثر من 120 مشروعًا مكمّلًا في طور الإنجاز، يتوزع بين تهيئة المرافق العمومية، وتوسيع البنية التحتية، وتنظيم الفعاليات الثقافية والتنشيطية، بما يضمن تجربة استثنائية للمشجعين والوفود.
وشدد الاجتماع على أن تنظيم “كان 2025” ليس مجرد حدث رياضي، بل يشكل فرصة تاريخية لتعزيز إشعاع المغرب في الساحة الدولية، وإبراز المؤهلات الاقتصادية والثقافية والسياحية التي يزخر بها. كما أن هذا الموعد الكروي يُنتظر أن يشكل دفعة قوية للاقتصاد المحلي ورافعة للاستثمار في مختلف القطاعات المرتبطة بالسياحة والخدمات.
وقد حضر هذا الاجتماع كل من وزير الداخلية، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ولاة الجهات المعنية، رؤساء المجالس الجهوية والجماعية، بالإضافة إلى كبار مسؤولي مؤسسات كبرى مثل المكتب الوطني للسكك الحديدية، والمكتب الوطني للمطارات، والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، وشركة الطرق السيارة، والشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت.
من الملاحظ أن التزام الدولة بمواكبة الأشغال بشكل دقيق ومنتظم، يعكس مدى إيمانها بدور “كان 2025” في إعادة رسم صورة المغرب كبلد رياضي، سياحي وتنموي. فالتحضيرات لا تقتصر على الملاعب فقط، بل تشمل رؤية شمولية لإعادة تأهيل النسيج الحضري، كما أن اللقاءات المستمرة على أعلى مستوى توحي بأن هناك إرادة قوية لتفادي ما قد يعطل هذه الدينامية.
ويُنتظر أن تشهد الأشهر المقبلة حركية اقتصادية في المدن المعنية، خاصة على مستوى قطاعات البناء، الخدمات، والسياحة، وهو ما يُعد فرصة حقيقية للمقاولات المحلية والمهن الحرة لإثبات الذات والمساهمة في هذا الورش الوطني