ليكيب نيوز – ع ت
الاربعاء 09 أبريل 2025 -18:13
في خطوة استراتيجية تعكس مكانة المغرب المتصاعدة في خريطة الصناعة العالمية، أعلنت شركة “تسلا” الأمريكية رسمياً عن إنشاء أول مصنع لها في القارة الإفريقية، حيث وقع اختيارها على المملكة المغربية، وتحديداً المنطقة الحرة بالقنيطرة، على مقربة من ميناء طنجة المتوسط.
المشروع الذي يُعد الأضخم من نوعه في تاريخ الاستثمارات الصناعية بالمغرب، تصل قيمته إلى 5 مليارات دولار، ومن المنتظر أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع السيارات الكهربائية بالمملكة، بتوفير 25 ألف منصب شغل مباشر، وطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 400 ألف وحدة.
رهان صناعي جديد للمغرب
يمتد المصنع المرتقب على مساحة 300 هكتار، وسيتم من خلاله تصنيع طراز “Model Y” الشهير، إلى جانب سيارة جديدة مدمجة بسعر 25 ألف دولار، صُممت خصيصاً لتلبية حاجيات الأسواق الناشئة. ويعكس هذا الاستثمار ثقة “تسلا” في البيئة الاستثمارية المغربية، وقدرة المملكة على احتضان مشاريع تكنولوجية متقدمة.
اختيار مدروس بخلفية جيوسياسية
إيلون ماسك، المدير التنفيذي لـ”تسلا”، أكد أن اختيار المغرب لم يكن عشوائياً، واصفاً إياه بـ”المحور الاستراتيجي نحو إفريقيا والعالم العربي”. وأشاد ماسك بجودة الكفاءات المغربية، واستقرار المناخ السياسي، وكفاءة البنية التحتية، خاصة ما يوفره ميناء طنجة المتوسط من خدمات لوجيستية متقدمة.
بهذه الخطوة، ينضم المغرب إلى نادي الكبار في صناعة السيارات، جنباً إلى جنب مع شركات عالمية مثل “رونو” و”ستيلانتيس”، ما يعزز من موقعه كمركز صناعي إقليمي بامتياز.
أبعاد تكنولوجية وبيئية واعدة
لا تقتصر أهمية المشروع على الجانب الاقتصادي فقط، بل يمتد تأثيره إلى نقل التكنولوجيا المتقدمة في مجالات البطاريات، والأنظمة الإلكترونية المتطورة، مما سيساهم في رفع مستوى التصنيع المحلي. ويرى كريم التازي، رئيس فدرالية الصناعات الميكانيكية والمعدنية، أن هذه الخطوة ستفتح الباب أمام “تحول نوعي في هيكلة الصناعة المغربية”.
كما ينسجم المشروع مع رؤية المغرب للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، من خلال التركيز على الطاقات المتجددة والنقل النظيف، ما يجعل من استثمار “تسلا” دعامة قوية لخطة الانتقال الطاقي والسيادة الصناعية.
متى يرى المشروع النور؟
تنطلق أشغال البناء في شتنبر 2025، بينما يُنتظر بدء الإنتاج الفعلي مع نهاية سنة 2027. وإذا تم احترام الجدول الزمني، فإن أولى سيارات “تسلا” المصنوعة بالمغرب ستخرج إلى الأسواق مطلع عام 2028، إيذاناً ببدء فصل جديد في مسار الصناعة الوطنية المغربية، وإشارة قوية إلى عمق التحول الذي يشهده الاقتصاد المغربي على مستوى القارة.