ليكيب نيوز – الاتنين 16-12-2024
00:16
يواصل المغرب ترسيخ مكانته كحليف إستراتيجي لدول الخليج، من خلال الالتزام بتطوير شراكات متعددة الأبعاد في مجالات الأمن والدفاع. وقد برزت العلاقات المغربية الخليجية كأحد النماذج الإقليمية الناجحة للتعاون العسكري، حيث يجمع الطرفين هدف مشترك يتمثل في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية التي تشهد تصاعدًا في ظل التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط.
في هذا السياق، تأتي مشاركة المغرب في المناورات العسكرية المشتركة، مثل تمرين “طويق 4”، كدليل ملموس على قوة هذه العلاقات. وقد نظمت هذه التدريبات بقاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، بمشاركة جيوش من دول الخليج، إلى جانب الأردن، والولايات المتحدة، وبريطانيا، واليونان.
تمارين عسكرية لتعزيز الجاهزية القتالية
اختُتمت هذا الأسبوع فعاليات التمرين الذي استمر أسبوعين، وركز على تنفيذ عمليات إسقاط وإنزال تكتيكية، إضافة إلى رفع كفاءة الطواقم الجوية المشاركة. وأكدت وزارة الدفاع السعودية أن المناورات تهدف إلى تعزيز مفهوم العمل الجوي المشترك.
رؤية مغربية واضحة
أوضح عبد الرحمن مكاوي، الخبير في الشؤون العسكرية، أن المغرب يسعى من خلال هذه المشاركة إلى تطوير قدراته العملياتية وتعزيز التعاون بين قواته الجوية ونظيراتها من الدول المشاركة. وأكد أن استخدام الدول المشاركة أسلحة أمريكية وبريطانية يعزز التنسيق العملياتي وتبادل الخبرات، خاصة في مجالات الإسناد الجوي والتصدي للصواريخ الباليستية.
كما أشار إلى مشاركة المظليين المغاربة في تمارين تحاكي تدخلات ميدانية متقدمة، وهو ما يعكس الخبرة التي راكمتها القوات الجوية الملكية.
بُعد إستراتيجي للتعاون العسكري
من جهته، اعتبر هشام معتضد، الباحث في الشؤون الإستراتيجية، أن مشاركة المغرب في تمرين “طويق 4” تبرز مكانته الإقليمية كفاعل محوري في تعزيز الأمن والاستقرار. وأضاف أن التمارين العسكرية المشتركة تحمل دلالات عميقة على تطور القدرات الدفاعية المغربية وحرصها على مواكبة أحدث التطورات العسكرية.
وأشار معتضد إلى أن هذه المشاركة تؤكد التزام المغرب بدعم أمن دول الخليج كشريك إستراتيجي، خاصة في ظل تصاعد التحديات الأمنية في المنطقة. كما تعكس سياسة المملكة الخارجية المبنية على توطيد الشراكات الدولية في مختلف المجالات، بما في ذلك الدفاع.
المغرب كجسر إستراتيجي عالمي
خلص معتضد إلى أن انخراط المغرب في هذه المبادرات الإقليمية والدولية يعزز موقعه كجسر إستراتيجي بين إفريقيا والعالم العربي وأوروبا. كما يُظهر حرص الرباط على بناء شراكات دفاعية تسهم في تحقيق الأمن الجماعي وتؤكد دورها كحليف موثوق في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والعالمية.