ليكيب نيوز
في سعيه الجاد لإعادة نادي أرسنال إلى منصات التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، يفرض المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا سلسلة من التعليمات الدقيقة والصارمة على لاعبيه، لا تقتصر فقط على الجوانب التكتيكية داخل الملعب، بل تمتد لتشمل تفاصيل اليوم الكامل للمباراة.
ومن أبرز هذه التعليمات، فرض قاعدة تُلزم جميع اللاعبين بالحضور إلى مقر التدريبات في “لندن كولني” قبل أي مباراة، سواء كانت على أرضهم أو خارجها، على أن يتم نقل الفريق كاملاً بالحافلة إلى الملعب، بما يعزز الانضباط ويقوي روح الجماعة.
تكلفة باهظة.. ولكن ليس على النادي!
هذه القاعدة التنظيمية، رغم هدفها الرياضي، ترتب عنها تكاليف مالية شخصية على اللاعبين تصل إلى حوالي 1000 جنيه إسترليني يومياً في بعض الحالات. السبب؟ اعتماد اللاعبين المتزايد على سيارات الأجرة للوصول إلى مقر التدريبات، ثم العودة لاحقًا إلى منازلهم أو مرافقة عائلاتهم بعد المباريات.
وعلى عكس أندية لندنية أخرى مثل تشيلسي أو فولهام أو كريستال بالاس التي تتيح للاعبيها التوجه مباشرة إلى الملاعب قبل المباراة، يتمسك أرتيتا بخطته الدقيقة التي تتطلب حضوراً جماعياً وانضباطاً عالياً.
سائقو الأجرة.. الرابح الأكبر
بسبب هذه الإجراءات، وجد سائقو سيارات الأجرة في شمال لندن فرصة ذهبية. إذ أصبح يوم المباراة مصدر دخل كبير، حيث يصل الحجز اليومي إلى ما بين 700 و1000 جنيه إسترليني للسائق الواحد، وهو ما يعادل نصف المبلغ الذي يطمح إليه سائق التاكسي خلال أسبوع كامل من العمل المعتاد.
ويعتمد اللاعبون على السائقين في عدة رحلات خلال نفس اليوم: من المنزل إلى مركز التدريب، ثم لاحقاً لنقل العائلات إلى الملعب، وأخيرًا للعودة إلى المنزل بعد انتهاء اللقاء.
لا استثناءات.. حتى في المباريات خارج الأرض
حتى في المباريات التي تقام خارج ملعب الإمارات، لا يسمح أرتيتا للاعبين بمرافقة عائلاتهم. فالجميع يتجمع أولًا في مقر التدريبات، ويتم التوجه بالباص إلى مكان المباراة، ثم يعود كل لاعب بسيارة أجرة إلى منزله لاحقًا.
لماذا هذه الصرامة؟
يرى أرتيتا أن الالتزام بهذه التفاصيل الدقيقة هو ما يصنع الفارق بين الفرق الجيدة والفرق البطلة. فهو يراقب كل شيء: من لغة الجسد إلى التفاعل بين اللاعبين قبل وأثناء اللقاءات. ويعتقد أن هذا النهج الصارم في التحضير هو المفتاح لكسر حاجز الإخفاق وتحقيق اللقب الغائب عن خزائن أرسنال منذ أكثر من عقدين.