24-11-2024
14:04
اختتم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29)، الذي انعقد في باكو، أذربيجان، بالإعلان عن تعهد الدول المتقدمة بتقديم 300 مليار دولار سنويًا حتى عام 2035 لدعم الدول النامية المتضررة من تغيّر المناخ. ومع ذلك، أثار هذا الالتزام جدلًا واسعًا، إذ اعتبرته الدول النامية غير كافٍ لمواجهة التحديات المناخية الملحّة.
ردود فعل متباينة
في تصريحٍ يعكس خيبة أمل القارة الإفريقية، قال علي محمد، المتحدث باسم المجموعة الإفريقية: “التمويل الموعود قليل جدًا ومتأخر جدًا وملتبس جدًا”، فيما وصفته المندوبة الهندية شاندني راينا بـ”المبلغ الزهيد”. كما انتقدت شبكة “كلايمت أكشن نتوورك” (كان)، التي تضم منظمات بيئية دولية، المؤتمر باعتباره “الأسوأ منذ سنوات”، متهمة الدول المتقدمة بـ”خيانة” الدول النامية وسوء النية.
التعهدات وآليات التمويل
يشمل الالتزام المالي تقديم منح وقروض من دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا وكندا وأستراليا واليابان. وتهدف هذه الأموال إلى تمويل التكيف مع الكوارث المناخية مثل الفيضانات والجفاف، إضافة إلى الاستثمار في مصادر طاقة منخفضة الكربون، في محاولة لتجنب الاعتماد على الوقود الأحفوري.
خيبة أمل الدول الجزرية
عبّر سيدريك شوستر، ممثل جزر ساموا، عن استياء الدول الجزرية الصغيرة، قائلًا: “هناك غياب للإرادة الحقيقية لتلبية احتياجات الدول النامية”، بينما أبدت دول الجنوب رغبتها في حلول أكثر شمولية وفعالية.
مواقف الدول الغربية
على الرغم من الانتقادات، أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاتفاق، معتبرًا إياه “خطوة مهمة” في مكافحة الاحترار المناخي، داعيًا إلى مواصلة الجهود رغم العقبات. كما وصفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، الاتفاق بـ”الحقبة الجديدة” في التعاون المناخي.
أجواء مثقلة بالجدل
شهد المؤتمر توترًا سياسيًا، إذ انسحبت بعض الدول النامية من المشاورات، احتجاجًا على مسودة الاتفاق التي لم تحقق تطلعاتها. كما ألقى الصراع السياسي بين أذربيجان وفرنسا بظلاله على أجواء المؤتمر، مما أثار انتقادات واسعة حول قدرة أذربيجان على تنظيم حدث بهذا الحجم.
نظرة إلى الأمام
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الحكومات إلى البناء على هذا الاتفاق، رغم اعترافه بأنه “ليس بمستوى التحديات”. أما وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية، أنياس بانييه-روناشيه، فوصفت الاتفاق بأنه “مخيب للآمال”.
ورغم هذه التعهدات، يتفق الجميع على أن “عملاً هائلًا” ما زال بانتظار المجتمع الدولي للتعامل مع تداعيات التغير المناخي، وسط استمرار الانقسامات بين دول الشمال والجنوب بشأن مسؤوليات التمويل والتنفيذ.