ليكيب نيوز
الأربعاء : 26 مارس 2025 – 01:59
بقلم : عبد الفتاح تخيم
شهدت مدينة تمارة في الأسبوع الماضي حادثًا أثار الكثير من النقاش على منصات التواصل الاجتماعي، حيث قامت سيدة بالاعتداء على رجل سلطة برتبة قائد أمام مقر عمله، ما أدى إلى انتشار مقطع فيديو يوثق الواقعة بسرعة بين المواطنين. هذا الحادث طرح العديد من التساؤلات حول دوافع السيدة، بالإضافة إلى القوانين التي قد تطالها جراء تصرفها هذا، في إطار التشريعات القانونية المغربية.
تفاصيل الواقعة واعتقال المتورطين
وفقا لبعض المصادر المقربة، فقد أدى الحادث إلى اعتقال السيدة، بالإضافة إلى ثلاثة من مرافقيها، وتم إيداعهم سجن سلا (العرجات) بشكل احتياطي. ومن المنتظر أن تبدأ محاكمتهم في الأسبوع المقبل. هذا التصرف الذي وقع يوم الخميس الماضي، جاء بمثابة صدمة للعديد من المتابعين، خاصة مع نشر الفيديو الذي يظهر الاعتداء على القائد أثناء تأدية مهامه.
العقوبات القانونية المرتبطة بالحادث
من جانب آخر، يشير المختصون في المجال القانوني إلى أن الاعتداء على موظف عمومي أثناء أداء واجباته يعد جريمة يعاقب عليها القانون المغربي بحزم. حيث ينص الفصل 263 من القانون الجنائي على أن “إهانة موظف عمومي أو رجل سلطة أثناء أداء مهامه يعاقب عليها بالحبس من شهر إلى سنتين، بالإضافة إلى غرامة مالية تتراوح بين 250 و5000 درهم”، وهذا بناءً على طبيعة الفعل المرتكب. وفي حال حدوث اعتداء جسدي، كما هو الحال في هذه الواقعة، فإن العقوبة قد تتجاوز ذلك وتصل إلى خمس سنوات سجن إذا نتج عن الفعل ضرر بدني للمعتدى عليه.
توقعات تهم إضافية
تعتقد بعض المصادر القانونية أن السيدة قد تواجه تهمًا أخرى بناءً على ظروف الحادثة، من بينها التهم المتعلقة بالعنف ضد موظف عمومي، وهو ما يعاقب عليه القانون في إطار الفصل 267 من القانون الجنائي، مما قد يعرضها لعقوبة أشد.
مسار التحقيقات وتحديد المسؤوليات
أوضح بعض الخبراء أنه بالنظر إلى الجدل الواسع الذي أثير حول هذه الحادثة، فمن المتوقع أن تقوم السلطات المختصة بتحقيقات معمقة، حيث ستشمل الاستماع إلى الشهادات من جميع الأطراف المعنية بما في ذلك القائد المعتدى عليه، إضافة إلى مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة إذا كانت متوفرة. القرار النهائي في القضية سيعتمد على ما ستسفر عنه هذه التحقيقات من معطيات وأدلة، حيث سيكون للقضاء الكلمة الفصل في تحديد العقوبات المناسبة بناءً على الوقائع.
الجدل الاجتماعي وأهمية هيبة السلطة
من جهة أخرى، يرى عدد كبير من المتابعين أن هذه الواقعة تعكس ضرورة التأكيد على احترام هيبة مؤسسات الدولة ورجال السلطة، ويشددون على أهمية فرض العقوبات القانونية على كل من يخالف القانون، سواء كان مواطنًا أو مسؤولًا حكوميًا. هذه الحادثة تبرز أيضًا أهمية الحفاظ على النظام العام والحد من ظواهر الاعتداء على موظفي الدولة أثناء تأدية مهامهم.
في النهاية، تظل القضية مفتوحة بانتظار نتائج التحقيقات، بينما يبقى القضاء هو الجهة المخولة للفصل في المسألة وفقًا للأدلة المتوفرة لضمان تطبيق العدالة وحماية سيادة القانون.