ليكيب نيوز
في لحظة وفاء واعتراف بمسيرة فنية استثنائية، يعود إلى الشاشة الصغيرة المسلسل المغربي “دار الغزلان”، بعد عشر سنوات من عرضه الأول، في تكريم مؤثر للفنان الراحل محمد البسطاوي، الذي كان هذا العمل آخر بصمة له قبل أن يخطفه المرض، ويودع الساحة الفنية إلى الأبد.
عمل درامي.. ووداع إنساني
“دار الغزلان” لم يكن مجرد مسلسل بالنسبة للبسطاوي، بل محطة إنسانية ومهنية عميقة، أنهى بها مساره الفني الحافل. فبينما كان يؤدي دور رئيس الجماعة القروية، باغته المرض أثناء التصوير، ليتوقف العمل مؤقتًا، قبل أن يعود البسطاوي، وبكل إصرار، لاستكمال مشاهده. وبعد أسابيع، رحل في صمت تاركًا هذا العمل كـ رسالة وداع لجمهوره.
دراما مغربية بأبعاد سياسية واجتماعية
يحمل المسلسل توقيع الكاتبة نرجس المودن، وإخراج ادريس الروخ، وهو دراما اجتماعية مكونة من 14 حلقة، تسلط الضوء على الحياة السياسية والاجتماعية في قرية نائية مغربية، تعيش على إيقاع الصراعات الانتخابية.
وتتمحور القصة حول طبيب شاب (يجسد دوره أسامة البسطاوي) يُعيّن في “دار الغزلان”، على عكس طموحاته بالعمل في الخارج، ليجد نفسه في قلب معارك سياسية، ويعيش قصة حب مع ابنة رئيس الجماعة، في ظل تعقيدات اجتماعية وسياسية متشابكة.
طاقم فني وازن
شارك في المسلسل نخبة من ألمع نجوم الدراما المغربية، من ضمنهم:
- الراحل محمد الشوبي (في دور المنافس السياسي)
- محمد خدي
- مريم الزعيمي
- نورا الصقلي
- سعيد باي
- دنيا بوطازوت
- خاتمة العلوي
- أحمد الناجي
وجمع العمل بين بعدين إنساني وسياسي، قدم من خلالهما صورة واقعية للعالم القروي المغربي، بكل ما يحمله من أحلام، صراعات، تحديات، ومفارقات.
“دار الغزلان” ليس فقط عملًا دراميًا يُعاد بثه، بل هو رسالة اعتراف وتكريم لفنان ظل في قلوب المغاربة، وقدّم خلال مسيرته أعمالًا لا تُنسى، جسد فيها الإنسان المغربي ببساطته وتعقيداته.
محمد البسطاوي، برحيله، ترك فراغًا كبيرًا في الدراما المغربية، لكن أعماله، ومنها هذا المسلسل، ستظل شاهدة على صدقه، وحضوره المتفرد، والرسالة التي حملها للفن والجمهور حتى آخر لحظة في حياته.
رحمه الله.