ليكيب نيوز
تحرير – عبد الفتاح تخيم
الخميس 1 ماي 2025 – 14:46
بينما كانت الشوارع تعج بالشعارات والهتافات خلال مسيرات فاتح ماي، كانت هناك فئة أخرى حاضرة بقوة، ولكن في صمت. فئة لا تُرفع من أجلها اللافتات، ولا تُطرح في المفاوضات الجماعية، ولا تحظى بتفرغ نقابي. إنها فئة رجال الأمن، الذين يظلون في الظل، يراقبون ويسهرون بصمت على حماية الوطن والمواطن.
في شارع محمد الخامس، حيث احتشد آلاف العمال والموظفين للتعبير عن مطالبهم، لم يكن رجال الأمن هناك للاحتجاج، بل للعمل. كانوا صمّام الأمان الذي هيّأ الظروف المناسبة لكي تمر الوقفات والمسيرات في أجواء هادئة ومنظمة. دون أن يطالبوا بزيادة في الأجور، أو تخفيف في ساعات العمل، كانوا يؤدون واجبهم المهني بكل تفانٍ، كما اعتادوا دائماً.
وقد شهدت احتفالات فاتح ماي لهذه السنة نجاحاً أمنياً لافتاً، حيث غابت التجاوزات وسُجل انضباط عام غير مسبوق. فحتى مع ارتفاع سقف بعض الشعارات في مدن كبرى، لم تُسجَّل أي حوادث أو اضطرابات، وهو ما يعكس مدى اليقظة والاحترافية التي أبانت عنها الأجهزة الأمنية.
مصادر متطابقة أكدت أن هذه النتائج لم تكن محض صدفة، بل جاءت ثمرة مقاربة استباقية اعتمدت على التنسيق المسبق مع الهيئات المنظمة، والتدبير الذكي للمجال العام، بما يضمن في الآن ذاته حرية التعبير والحفاظ على النظام العام. وقد لقي هذا الأداء الأمني إشادة واسعة من المتابعين، الذين أثنوا على الرزانة في التعامل، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يُفسد هذا اليوم الرمزي.
وإذا كان فاتح ماي هو اليوم الذي يسلّط فيه الضوء على معاناة الشغيلة، فإن شغيلة الأمن تظل في منأى عن الأضواء، تؤدي دورها الحيوي دون صخب، وتستحق في المقابل وقفة تقدير وتثمين. ففي ظل تزايد الضغوط الاجتماعية، يصبح الحفاظ على السلم مهمة شاقة لا ينجزها إلا من يؤمن بواجب الوطن قبل الامتيازات.
لقد قدم رجال الأمن خلال هذا اليوم صورة ناصعة عن مؤسساتهم، وأظهروا أن تحديث آليات العمل لا يعني أبداً التفريط في روح الواجب. هم هناك دوماً، لا يطالبون بشيء، فقط يؤمنون بأن الوطن أولاً.
وسط شعارات “الكرامة” و”العدالة الاجتماعية”، كانت أعين رجال الأمن تتابع التفاصيل، ليس لتقييدها، بل لضمان أن تُرفع بأمان. فهل آن الأوان لندرج هذه الفئة ضمن معادلة العدالة المهنية أيضاً