ليكيب نيوز- ع ت
السبت 03 مايو 2025 – 13:39
في خطوة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية والإنسانية بين المغرب والولايات المتحدة، قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، بزيارة رسمية لجامعة غالوديت بواشنطن، وهي المؤسسة الوحيدة من نوعها في العالم المخصصة لتعليم الصم وضعاف السمع.
الزيارة، التي حظيت باهتمام رسمي وإعلامي واسع، وصفتها عدة شخصيات مغربية وأمريكية بأنها لحظة مفصلية في مسار التعاون الثنائي. وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، اعتبر أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز علاقات الشراكة الممتازة بين البلدين، مشيراً إلى أن توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء وجامعة غالوديت سيمهد الطريق لتأسيس تجربة مغربية مماثلة، تروم إحداث جامعة خاصة بالصم على النمط الأمريكي.
من جهتها، أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة ابن يحيى، أن هذا التقارب يعكس حرص الأميرة للا أسماء، بصفتها رئيسة مؤسسة للا أسماء، على تحسين ظروف تمدرس وإدماج الشباب الصم، معتبرة أن مذكرة التفاهم تفتح آفاقاً واعدة للطلبة المغاربة في مجال التعليم العالي المتخصص.
أما سفير المغرب بالولايات المتحدة، يوسف العمراني، فقد وصف الزيارة بـ”الرسالة البليغة” التي تجسد قوة الشراكة الثنائية، مشدداً على أن بعدها الإنساني يعكس رؤية جلالة الملك محمد السادس في جعل القضايا الاجتماعية في صلب السياسات العمومية والدبلوماسية الوطنية.
رئيسة جامعة غالوديت، روبرتا كوردانو، أعربت عن امتنانها لاختيار المغرب لهذه الشراكة، معتبرة أن المملكة تمثل بوابة استراتيجية نحو إفريقيا في مجال تطوير التعليم لفائدة الأشخاص الصم.
الزيارة حملت أيضاً بعداً شخصياً مؤثراً، حيث عبّر طلبة مغاربة يدرسون في الجامعة عن فخرهم بالمشاركة في هذه اللحظة. زهرة كيطون، طالبة دكتوراه، وصفت الشراكة بأنها “خطوة هامة لنقل التجربة الأمريكية إلى المغرب”، بينما أكد زكريا القنتوني، الطالب السابق بمؤسسة للا أسماء، عزمه العودة إلى المغرب بعد استكمال دراسته للمساهمة في النهوض بحقوق الصم.
رؤية مغربية
هذه المبادرة تكرّس صورة المغرب كبلد يعطي أهمية متزايدة لقضايا الإدماج والمساواة، في وقت يشهد فيه العالم تحولات عميقة في النظرة إلى ذوي الإعاقة. كما أن استلهام تجربة غالوديت قد يمثل منعطفاً نوعياً في السياسة التعليمية الوطنية، خاصة في ما يتعلق بحق الولوج إلى التعليم الجامعي