ليكيب نيوز
مع اقتراب نهاية فصل الصيف وعودة المصطافين إلى مدنهم، بدأت شواطئ شمال المغرب تكشف عن واقع بيئي مقلق، يتمثل في تكدّس النفايات وبقايا الاستهلاك البشري التي خلفها الزوار وراءهم.
فقد تحوّلت العديد من الشواطئ الممتدة على طول الساحل الشمالي، مثل سيدي قاسم قرب طنجة وغيرها، إلى فضاءات تغمرها أكياس البلاستيك، وقنينات المشروبات، وبقايا الطعام، وغيرها من المخلّفات التي تشوّه المشهد الطبيعي وتهدد التوازن البيئي.
السكان المحليون لا يُخفون استياءهم من هذه الظاهرة، التي تتكرر كل عام بعد موسم الاصطياف، ويُحمّلون المسؤولية في المقام الأول لسلوكيات الزوار، التي يرون فيها غيابًا واضحًا لثقافة الحفاظ على البيئة. “الناس يتركون خلفهم الأزبال بكل بساطة، دون أي اعتبار لمن سيأتي بعدهم أو للطبيعة التي تحتضنهم”، يقول إبراهيم، أحد سكان المنطقة.
أزمة بيئية تتجاوز المسؤوليات الفردية
الخبير في المناخ والبيئة، أحمد الطلحي، أوضح أن الإقبال الكبير على شواطئ الشمال خلال السنوات الأخيرة، سواء من المغاربة المقيمين أو من الجالية، جعل هذه المناطق تتحول إلى قطب رئيسي للسياحة الداخلية، ما ولّد ضغطًا كبيرًا على خدمات النظافة والبنية التحتية المتوفرة.
توعية وسلوك مواطن مسؤول
رغم كل ذلك، يرى الطلحي أن المسؤولية لا تقع فقط على الجهات الرسمية، بل يتحمل المواطنون بدورهم جانبًا كبيرًا من هذه المشكلة، قائلاً: “حتى في ظل نقص الموارد، من غير المقبول أن يُلقي الناس القمامة في الشواطئ. لا أحد يرمي النفايات في بيته، فلماذا نفعلها في الفضاء العام؟”.
وشدّد الخبير البيئي على ضرورة تكثيف حملات التوعية والتحسيس، سواء من قبل المجتمع المدني أو الإعلام، مع التركيز على تغيير العقليات وتعزيز السلوك البيئي المسؤول، خاصة في الفضاءات العامة التي تستقبل الآلاف من الزوار خلال فترة وجيزة.
كما دعا إلى التفكير في استراتيجيات مستدامة لإدارة النفايات بالمناطق السياحية، من بينها توفير حاويات كافية، وتنظيم حملات تنظيف يومية، وتعبئة الموارد البشرية بشكل يتلاءم مع الكثافة الموسمية.