11/10/2024
بعد المباحثات التي أجراها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، مع وفد من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بقيادة أوبيد بابيلا، برزت خلافات واضحة داخل الحزب حول كيفية التعامل مع ملف الصحراء المغربية والعلاقات مع الرباط.
في بيان صادر عن الحزب، تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع المغرب لمواجهة التحديات القارية، لكن التصريحات التي أدلى بها بابيلا أثارت جدلاً. اعتبر الحزب أن تصريحاته حول تكثيف العلاقات مع المغرب تتعارض مع مواقفه الثابتة بشأن الصحراء، التي يعتبرها موضوع احتلال غير شرعي.
أكد المؤتمر الوطني الإفريقي التزامه التاريخي بتضامن مع الشعب الصحراوي، مشيراً إلى عزمه على العمل مع الجزائر لضمان حقه في تقرير المصير. هذه التصريحات توضح التوترات الداخلية بين تيارات الحزب حول كيفية التعامل مع القضايا الخارجية
يؤكد الخبراء أن هذا الاختلاف في الرؤى يعكس حالة من التوتر بين تيارين داخل الحزب؛ الأول يتمسك بالمرجعية التحررية التي تأسس عليها الحزب، بينما يسعى الثاني إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بغض النظر عن الخلافات السياسية.
البراق شادي عبد السلام، خبير في إدارة الأزمات، يشير إلى أن استقبال بوريطة يعكس رغبة المغرب في تعزيز علاقاته الإفريقية. ويعتبر أن هناك قطاعات في جنوب إفريقيا تقدر الدور التاريخي للمغرب في دعم النضال ضد الفصل العنصري، مما يعزز التعاون الثنائي رغم التوترات السياسية.
من جهته، أوضح المحلل السياسي سعيد بركنان أن التصريحات التي أدلى بها أوبيد بابيلا تعكس تحولاً في استراتيجية الحزب نحو التركيز على العلاقات الاقتصادية كوسيلة لتجاوز الخلافات السياسية. يعتبر أن هذه التحولات قد تؤدي إلى تغييرات ملحوظة في سياسة الحزب وفي الموقف العام تجاه المغرب.
تؤكد الأحداث الأخيرة أن العلاقات المغربية الجنوب إفريقية تتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تتداخل السياسة مع الاقتصاد. ويبقى المستقبل مرهوناً بتطور الأوضاع السياسية داخل جنوب إفريقيا ومدى قدرة الحزب على توحيد رؤاه وتوجهاته.