ليكيب نيوز :
بقلم : آية تخيم .
خلَت شوارع المغرب هذا العام من مشاهد الذبح المعتادة في عيد الأضحى، بعد قرار تعليق الأضاحي بسبب تداعيات التغيرات المناخية. إلا أن غياب الشعيرة لم يمنع من استمرار تقاليد العيد كمناسبة للتقارب والتلاحم بين مختلف مكوّنات المجتمع المغربي.
اللافت هذا العام كان الحضور الرمزي والمؤثر لليهود والمسيحيين المغاربة، الذين عبّروا عن مشاركتهم لفرحة العيد إلى جانب المسلمين، في تجسيد حيّ لروح المواطنة والانتماء المشترك. بعضهم تحدث عن ذكريات قديمة تربطه بهذا العيد منذ الطفولة، حين كان يعيش في أحياء تقليدية تجمع المسلمين واليهود في ودّ واحترام متبادل.
وقد تولّى الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، شعيرة الأضحية نيابة عن شعبه، انسجاماً مع دعوته إلى تعليق الذبح حفاظاً على التوازن البيئي. المبادرة نالت استحساناً واسعاً من المغاربة بمختلف معتقداتهم، واعتُبرت تعبيراً عن بعد إنساني وأخلاقي عميق، يعكس قيم الإسلام والمواطنة البيئية.
في النهاية، أكد عيد الأضحى هذا العام أن جوهر المناسبة لا يكمن فقط في الذبح، بل في ما تحمله من معاني العطاء، والتضامن، والاحترام المتبادل بين أبناء الوطن، مهما اختلفت دياناتهم أو خلفياتهم