ليكيب نيوز
أعلن المجلس العلمي الأعلى أن أمير المؤمنين أمر بإصدار فتوى شاملة توضّح للمواطنين أحكام الزكاة في مختلف صورها، بما يتناسب مع تطورات الحياة الاقتصادية الحديثة. وتزامن هذا الإعلان مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، مما منح الخطوة بعدًا رمزيًا وروحيًا خاصًا.
الفتوى المنتظرة، التي ستُنشر في غضون أسابيع، ستغطي تفاصيل النصاب والمقادير وأوقات الإخراج، إلى جانب المستجدات المرتبطة بالمداخيل المهنية والاستثمارات والخدمات. كما سيتم إطلاق منصة إلكترونية خاصة بالزكاة، تتيح للناس طرح أسئلتهم والحصول على إجابات دقيقة وموثوقة.
يرى خبراء في الشأن الديني والاقتصادي أن هذه المبادرة الملكية تشكّل منعطفًا مهمًا لإحياء ركن أساسي من أركان الإسلام ظلّ في نظر البعض “ركنًا مُهمَلاً”، معتبرين أن توضيح الأحكام الشرعية على نطاق واسع سيعزز وعي الأفراد بحقوقهم وواجباتهم الدينية.
كما اعتبر مختصون في المالية الإسلامية أن تنظيم الزكاة في إطار مؤسسي قد يفتح الباب أمام إنشاء صندوق وطني يضمن توجيه العوائد لصالح الفئات الهشة والفقيرة، مما يساهم في تقليص الفوارق الاجتماعية، وتنشيط الدورة الاقتصادية من خلال رفع القدرة الشرائية وتحفيز الإنتاج الوطني.
ويؤكد مراقبون أن هذه الخطوة تنسجم مع خصوصية النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، الذي يجمع بين المرجعية الشرعية ومتطلبات التنمية الاجتماعية. فكما ساهم الوقف عبر التاريخ في دعم التعليم والصحة والتكافل، يُنتظر أن تضطلع الزكاة بدور مكمّل يعزز التضامن ويكرّس العدالة الاجتماعية في المجتمع المغربي.