ليكيب نيوز
رحل زياد الرحباني، ذلك الصوت المختلف في عائلة فنية عريقة، يوم 26 يوليوز 2025، مخلفًا وراءه إرثًا فنّيًا لا يموت، وموسيقة ونصوصًا حملت صرخات الناس، مرارة الحياة، وانتقادًا صارخًا للسياسة والمجتمع.
- ليس فنانًا تقليديًا: زياد لم يكن وريثًا مطيعًا لمجد أبيه أو صوت أمه فيروز، بل كان “زلزالًا ناعمًا” يعيد تركيب اللغة والموسيقى والمسرح ليكشف الواقع من منظور حاد ونقدي.
- موسيقاه ومسرحه: مزج بين النشاز والجرح، بين الجاز اللبناني والشتائم اليومية، موسيقى تفضح وليس لتطريب، ومسرح يفضح الزيف، لا يجمل الواقع.
- رفض التقليد والامتثال: اختار أن يعيش خارج السياق، يبتكر سياقه الخاص، لا يخاف أن يكون “شقًّا” أو “علامة استفهام” في زمن امتلأ بعلامات التعجب.
- صوت الطبقة المهمشة: في أعماله، صرخات المهمشين، المنكسرين، اليائسين، تتلعثم على المسرح وتنكسر في النغمة، لترسم صورة غير مزيفة لبلده ووقته.
- سخريته هي المقاومة: يستخدم الضحك كسلاح لمواجهة القبح والفساد، يكشف أوهام السياسة والثورة والحب.
- “كيفك أنت”: أغنية تمثل حوارًا غير معلن بين فيروز وابنها، تجسد حنينًا معقدًا ومشاعر مختلطة بين الحب والغياب والحنان.
- المعاندة كفنّ: رفض أن يكون نسخة محسنة من إرثه، بل اختار المعاندة والتمرد، مفضلاً التعبير عن الشك والتوتر على النجاحات التجارية الزائفة.
خلاصة: زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان شهادة حية على زمن مضطرب، صوت جيل رفض الخضوع والتمويه، وصاحب فن لا يهادن ولا يرضى بالجمود. رحيله ليس نهاية، بل استمرار في صداه الذي سيبقى حيًا في ذاكرتنا.