ليكيب نيوز :
بقلم : آية تخيم .
في إطار التزامه المتواصل بدعم التحول نحو اقتصاد أزرق مستدام في المنطقة الأورو-متوسطية، نظم الاتحاد من أجل المتوسط جلسة حوارية رفيعة المستوى بعنوان: “رسم الطريق نحو اقتصاد أزرق مستدام: منطقة المتوسط تقود الطريق”، وذلك ضمن فعاليات “يوم المتوسط” المصاحب للدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، المنعقد بمدينة نيس الفرنسية.
اللقاء عرف مشاركة عدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينها مفوض الاتحاد الأوروبي للمحيطات كوستاس كاديس، ووزيرة التحول البيئي الإسبانية سارة آخيسين، والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل، إلى جانب مسؤولين من الأردن ودول أخرى. وقد تركزت النقاشات حول سبل تعزيز الابتكار والتمويل كرافعتين أساسيتين لتسريع الانتقال نحو اقتصاد بحري مستدام.
وفي خطوة نوعية، أعلنت إسبانيا عن مساهمتها بمبلغ 8.5 ملايين يورو في “الشراكة المتوسطية الزرقاء”، لتنضم بذلك إلى قائمة المانحين التي تشمل السويد وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، ليبلغ إجمالي الدعم المالي المخصص لهذا الصندوق 22 مليون يورو.
وتوجه هذه التمويلات إلى تقديم الدعم الفني ودراسات الجدوى للمشاريع التي يصعب عليها الولوج إلى التمويلات التقليدية، خاصة في القطاعات البيئية والبحرية. كما تم الإعلان عن أولى المشاريع المستفيدة من هذا الصندوق، من أبرزها مشروع مغربي لإنشاء أول مزرعة رياح بحرية قرب الصويرة، بقدرة إنتاج تصل إلى 1000 ميغاواط، يرتقب دخوله حيز التنفيذ في أفق 2029.
كما تم دعم مشروع بيئي بالأردن يهدف إلى ترميم النظام المرجاني في واحة أيلة بخليج العقبة، إضافة إلى إحداث نظام لتخزين الطاقة الحرارية، يُنتظر أن يُقلص استهلاك الطاقة الكهربائية بأكثر من 1.2 مليون كيلواط/ساعة سنوياً.
أما المشروع الثالث، فيهم تطوير محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بشرق الإسكندرية، بطاقة استيعابية يومية تصل إلى 300 ألف متر مكعب، ستُسهم في تحسين الوضع الصحي لأزيد من 1.5 مليون شخص والحد من التلوث البحري بالمنطقة.
وتم خلال اللقاء إبراز محاور أخرى تحظى بالأولوية ضمن استراتيجية الاقتصاد الأزرق، مثل إزالة الكربون، الاقتصاد البحري المستدام، الوظائف الزرقاء، الطاقات النظيفة، السياحة البيئية، وتقليص النفايات البحرية.
وأكد البلاغ الختامي للجلسة أن الجهود المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط وشركائه ساهمت منذ 2015 في تعبئة أكثر من 500 مليون يورو لتمويل 250 مشروعاً إقليمياً في مجال الاقتصاد الأزرق، ما يعكس دينامية غير مسبوقة في هذا المجال الحيوي.
في تصريحاتها، شددت الوزيرة الإسبانية سارة آخيسين على أهمية المتوسط كفضاء مشترك يشكّل رافعة للرزق والتنوع والهوية الجماعية، فيما أكد ناصر كامل أن مبادرات الاتحاد ترسّخ موقعه كمنصة إقليمية جامعة قادرة على حشد الاستثمار وتعزيز الاستقرار البيئي والاجتماعي رغم التحديات الإقليمية.
واختُتم اللقاء بالدعوة إلى مضاعفة التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والهيئات البحثية، من أجل تكريس نموذج اقتصادي بحري مستدام يوفّر فرص العمل ويصون الثروات الطبيعية للأجيال القادمة.