08/11/2024
أعلنت مؤسسة وسيط المملكة عن نجاح مبادرتها في تسوية النزاع بين إدارة كليات الطب والصيدلة وطلبتها، مما أدى إلى إنهاء المقاطعة التامة للدروس والامتحانات التي استمرت لمدة 11 شهراً. وجاءت هذه التسوية بعد جهود حوارية مكثفة بين مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة، الجامعات، وأعضاء الهيئة التدريسية، بالإضافة إلى ممثلي الطلبة والمجتمع المدني.
وفقًا للبلاغ الصادر عن مؤسسة وسيط المملكة، فإن هذه التسوية ستسمح للطلبة العائدين إلى مدرجاتهم ومراكزهم التدريبية الميدانية بمواصلة دراستهم. وكانت المقاطعة قد أثرت بشكل كبير على سير الدروس والتدريبات السريرية، مما دفع العديد من الطلبة إلى تنظيم أشكال احتجاجية متنوعة للمطالبة بتحقيق مطالبهم. لكن بفضل جهود الوساطة، تم وضع حد لهذه الأشكال الاحتجاجية، مما ساعد على إعادة الاستقرار إلى الأجواء الجامعية.
وأوضح البلاغ أن هذا الإنجاز يعكس التعاون المثمر بين جميع الأطراف المعنية، سواء على المستوى الحكومي أو الأكاديمي أو المجتمعي. وأكدت مؤسسة الوسيط على “التجاوب الكبير” الذي أبدته مختلف الجهات، بما في ذلك رئيس الحكومة ووزير التعليم العالي، بالإضافة إلى وزيري الصحة والحماية الاجتماعية. كما تم التفاعل بشكل إيجابي مع عمداء كليات الطب والصيدلة وممثلي الأساتذة والطلبة، وهو ما ساهم في بناء الثقة بين الأطراف وتسهيل إيجاد حلول توافقية.
تجسد هذه التسوية الدور الحيوي الذي تلعبه مؤسسة الوسيط كمؤسسة دستورية وطنية مستقلة في تسهيل التفاوض بين الجهات المختلفة. وذكر البلاغ أن الوساطة بين الأطراف ساعدت على إيجاد أجواء حوارية ملائمة تسهم في تقريب وجهات النظر، وإيجاد حلول واقعية وقانونية تلبي المطالب المشروعة للطلبة، بما يضمن استقرار النظام التعليمي في كليات الطب والصيدلة.
في ختام البلاغ، دعت المؤسسة جميع الأطراف المعنية إلى مواصلة الحوار البناء لضمان تحسين التكوين الطبي في المغرب والمساهمة في تطوير المنظومة الصحية. كما أكدت على أهمية تعزيز الثقة بين الأطراف المعنية وخلق قنوات تواصل مستمر بينها، بما يضمن المصلحة العامة في توفير تعليم طبي عالي الجودة ويخدم تطوير القطاع الصحي في المملكة.
وقد نوهت مؤسسة الوسيط في بلاغها بتوجيهات الملك محمد السادس، الذي يولي أهمية كبيرة للقطاع الصحي والتكوين الطبي كجزء من تعزيز سيادة المغرب وتحقيق الرقي في الوضع الصحي بالبلاد.
إن نجاح الوساطة بين الطلبة والإدارة في كليات الطب والصيدلة يبرهن على قدرة الحوار والتفاوض في تسوية الأزمات التعليمية والصحية، ويوفر نموذجًا يمكن أن يُحتذى به في معالجة القضايا المطلبية في مختلف القطاعات. في الوقت نفسه، يمثل هذا الحل خطوة مهمة نحو تحسين ظروف التعليم الطبي في المغرب، بما يخدم في النهاية تطوير المنظومة الصحية وتوفير أطباء مؤهلين قادرين على تلبية احتياجات المواطنين.