ليس من السهل أن يصبح المغرب محجا لكثير من رؤساء الأجهزة الأمنية، فبعد زيارة العمل التي قام مسؤول الاستخبارات الألماني جاء الدور على المديرة بالنيابة لجهاز أمن الدولة البلجيكي، حيث تم تناول العديد من القضايا ذات الطابع الأمني، وعلى رأسها التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة، وهي القضايا الكبرى التي تقض مضجع العالم في الوقت الراهن. وهي الأمور نفسها التي كانت على طاولة الحوار في جلسة الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب.
إن الاستراتيجيات التي اعتمدها المغرب في حربه ضد الإرهاب والتطرف العنيف، المرتكزة أساسا على مقاربة استباقية واحترام لحقوق الإنسان، تثير إعجاب العالم، حيث نهج المغرب مقاربات استراتيجية لضمان أمن الوطن والمواطنين وسط تحولات عميقة وبؤر للتوتر منتشرة في كل القارات.
لا يمكن أن ننسى أن المغرب يقع في موقع جغرافي استراتيجي، لكن تكثر فيه التحديات الأمنية خصوصا جنوبا، حيث تحضتن الجزائر جبهة البوليساريو المتحالفة مع الحركات الإرهابية، كما تتحرك التنظيمات الإرهابية والتكفيرية في منطقة الساحل، ورغم ذلك تمكن المغرب من خلق رؤية واضحة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وتميز المغرب بفضل هذه الاستراتيجية الأمنية، التي يوجد على رأسها رجل من طينة عبد اللطيف حموشي، بتبنيه لخطة استيباقية في ضرب التنظيمات الإرهابية والضرب بيد من حديد على شبكات الجريمة المنظمة والاتجار الدولي في المخدرات حيث هاجم أباطرة الكوكايين القادمين من أمريكا الجنوبية في عرض البحر.
لكن طريقة المغرب في مكافحة الإرهاب مختلفة، فرغم التهديدات الخطيرة فقد تمكن المغرب من النجاح في امتحان المعادلة الصعبة، وهي الضرب بيد من حديد على يد الخلايا الإرهابية لكن في الوقت ذاته احترام حقوق الإنسان والمساطير القانونية الجاري بها العمل.
ورفقة السيد عبد اللطيف حموشي توجد كوكبة من الأمنيين الكبار، الذين بصموا على عمل جيد ونادر واحترافي حتى أصبحت بلادنا مضرب الأمثال تتسابق إليها البلدان لتحظى بتعاون أمني ضروري لمكافحة الإرهاب.
كما توجد أجهزة ومديريات وعناصر أمنية كلها تقوم بأدوار متميزة كل من موقعه من أجل حماية أمن الوطن والمواطنين.
محمد الشرقاوي