ليكيب نيوز
الاتنين 28 أبريل 2025 – 12:58
بمشهد يحاكي الأساطير، دخل جول، أو “الكائن الفضائي” كما يحب أن يُلقب، استاد دو فرانس ليلة السبت 27 أبريل، في عرض فني لا يُنسى. لم يكن دخوله عبر الحبال من سقف الملعب مجرد استعراض، بل كان رمزًا لمسيرة فنان صعد من أحياء مرسيليا الشعبية إلى مصاف نجوم الصف الأول.
على وقع ألحان كورسيكية تحاكي جذوره العائلية، وتحت أعين 80 ألف متفرج متحمس، عبر جول المنصة محاطًا برايتين؛ واحدة لجزيرة كورسيكا، وأخرى لشعاره الإنتاجي “من ذهب وبلاتين”، في مشهد يختصر قصة شاب لم يتخلّ عن هويته البسيطة رغم المجد الكبير.
ظاهرة اجتماعية قبل أن يكون ظاهرة فنية
بعيدًا عن النجومية الكلاسيكية، يمثل جول حالة اجتماعية فريدة: شاب من الأحياء الشعبية، بلغة قريبة من الناس، ومظهر بسيط دون بهرجة زائدة.
هو النموذج الذي اقتدى به آلاف الشباب: تسريحة شعره المصبوغة، عباراته اليومية، وحتى ملابسه الرياضية الضيقة أصبحت رموزًا للانتماء إلى “فريق جول”، كما يسميهم هو بمحبة.
طوال السهرة، كان خطابه للجمهور مقتضبًا وعاطفيًا:
“شكرًا لكم، أنا سعيد جدًا”،
مفضلًا أن تروي أغانيه قصته بدل الخطب الطويلة.
بيع التذاكر يحكي قصة أخرى
بيع تذاكر الحفل في دقائق معدودة، وتكرار نفس المشهد لحفليه القادمين في ملعب الفيلودروم بمرسيليا، يكشف حجم الارتباط العاطفي لجمهوره به.
في خطوة ذكية، أتاح جول إمكانية متابعة الحفل عبر بث مباشر مدفوع، في مبادرة لمواجهة السوق السوداء، وتأمين وصول أوسع لمحبيه.
من مرسيليا إلى فرنسا… وأبعد
لم يعد جول اليوم مجرد مغني راب؛ بل بات رمزًا للطبقات الشابة التي ترى فيه قصة نجاح قريبة منها: أصالة، مثابرة، وتمسك بالهوية، بعيدًا عن التصنع.
في ليلة استاد دو فرانس، لم يحتفل جول وحده بنجاحه، بل احتفلت معه شريحة كاملة من فرنسا، تبحث عن نجم يشبهها، ينقل مشاعرها، ويحلم أحلامها.