ليكيب نيوز
الاثنين 7 أبريل 2025-15:42
لا يُعد تنظيم نهائيات كأس العالم 2030 مجرد استضافة لحدث رياضي عالمي، بل يشكل محطة حضارية كبرى وفرصة استثنائية أمام المغرب لتعزيز قيم التعايش والتقارب بين الشعوب، وإبراز غنى موروثه الثقافي والحضاري أمام أنظار العالم.
وفي هذا السياق، يرى العديد من المتتبعين أن المغرب، من خلال احتضانه لهذا الحدث العالمي، يرسخ مكانته كجسر تواصل بين الثقافات، ومركز إشعاع حضاري وإنساني يعكس القيم المشتركة بين الشعوب.
محسن اليرماني، الباحث في العقيدة والفكر ومقارنة الأديان، أوضح أن كأس العالم بات أكثر من مجرد تظاهرة رياضية، حيث تحظى بمتابعة واسعة من كافة شرائح المجتمع العالمي، بما في ذلك المثقفون، صناع القرار، والمهتمون بالحوار الديني والحضاري.
وأكد أن تنظيم مونديال 2030 في المغرب يمثل فرصة مثالية لتعزيز الصورة الإيجابية عن الإسلام وقيمه السمحة، وكذا تقديم نموذج حي لبلد متجذر في تاريخه، متمسك بثوابته الدينية، ومفتوح في ذات الوقت على التنوع الثقافي العالمي.
وأشار اليرماني إلى ضرورة استثمار هذه اللحظة التاريخية لتعريف الزوار بالإسلام المغربي المعتدل، والقيم المتجذرة في ثقافة المغاربة، من عدل وتسامح وتعاون، مما يعكس الصورة الحقيقية للمجتمعات الإسلامية في العالم.
ومن جانبه، اعتبر مصطفى السعليتي، أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن تنظيم كأس العالم في المغرب يعد فرصة نادرة لتعزيز إشعاعه الدولي، مؤكداً أن تأثير الحدث لا يقتصر على الرياضة، بل يمتد إلى الجوانب الثقافية والسياحية والاقتصادية.
وأوضح السعليتي أن ملايين الزوار الذين سيحلون بالمغرب، بالإضافة إلى الجماهير التي ستتابع الحدث عبر الشاشات، سيكتشفون عن قرب الوجه الحضاري للمملكة، ما يساهم في كسر الصور النمطية وتصحيح التمثلات السلبية المنتشرة في بعض الأوساط الدولية.
وشدد المتحدث على أهمية السلوك الحضاري للمواطن المغربي باعتباره سفيراً حقيقياً لبلده خلال هذه التظاهرة، داعياً إلى تعبئة إعلامية ومجتمعية شاملة تواكب هذا الحدث وتُسهم في تقديم صورة مشرقة عن المغرب.
وختم السعليتي بأن التحدي الأكبر لا يتمثل فقط في إنجاح التنظيم من الناحية اللوجستيكية، بل في استثمار هذه اللحظة لصناعة تقارب إنساني دائم، وتقديم نموذج حضاري يعكس الهوية المغربية في أبهى صورها.