ليكيب نيوز
سلّط سقوط أربع مقذوفات بمدينة السمارة، يوم الجمعة الماضي، الضوء على الطبيعة البدائية للهجوم الذي نفذته ميليشيات “البوليساريو”، والذي أعاد الجدل حول القدرات العسكرية الحقيقية للجبهة ومدى ارتباطها المباشر بالمؤسسة العسكرية الجزائرية.
الخبير العسكري عبد الرحمن مكاوي أوضح أن المقذوفات المستخدمة تعود لمنظومة BM-21 غراد السوفياتية، وهي راجمات صواريخ تعود إلى ستينيات القرن الماضي، وتفتقر إلى أنظمة التوجيه الحديثة، ما يجعلها سلاحاً عشوائياً أكثر منه أداة قتال دقيقة. كما أشار إلى أن هذه الترسانة القديمة تُستعمل من طرف “البوليساريو” عبر دعم مباشر من الجزائر، تحديدًا من قبل ضابط سام يتمركز في مخيم الرابوني ويتبع للمنطقة العسكرية المعروفة بـ”القبعات السوداء”.
مكاوي اعتبر أن الاعتماد على هذه الترسانة يُثبت هشاشة القدرات العسكرية للجبهة، التي لا تمتلك وسائل متطورة وتلجأ إلى تعديلات عشوائية لرفع مدى الصواريخ، ما يزيد من خطورتها على المدنيين دون تحقيق أهداف عسكرية واضحة.
من جهته، أكد رمضان مسعود العربي، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن الهجوم يُظهر الطابع الإرهابي لتحركات الجبهة، ويؤكد فشلها في إيجاد موطئ قدم سياسي أو ميداني، مشيراً إلى تنامي الدعوات الدولية لتصنيف “البوليساريو” كمنظمة إرهابية بسبب صلاتها بجماعات متطرفة في الساحل وعلاقاتها بإيران.
الهجوم على السمارة، رغم عدم تسجيل خسائر بشرية، أعاد طرح أسئلة خطيرة حول جدية التهديدات الأمنية في الأقاليم الجنوبية، وأكد، بحسب المراقبين، أن “البوليساريو” فقدت ما تبقى من شرعيتها، لتتحول إلى أداة تهديد إقليمي تُدار بأوامر خارجية.