ليكيب نيوز
أثار وزير الصحة الأمريكي روبرت ف. كينيدي الابن جدلاً واسعاً في واشنطن بعد إعلانه عن حملة لإعادة النظر في قاعدة تنظيمية مركزية تُعرف باسم “GRAS” (المعترف بها عموماً على أنها آمنة)، والتي تسمح بإدخال مكونات جديدة في الأغذية دون مراجعة مباشرة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، شرط تصنيف الشركات لهذه المكونات على أنها آمنة.
كينيدي وصف هذه القاعدة خلال جلسة تثبيته وزيراً للصحة بأنها “ثغرة” تسمح بتسرب آلاف المواد غير الخاضعة للرقابة إلى النظام الغذائي، مؤكداً أن الوقت قد حان لإغلاقها. وأصدر في مارس الماضي توجيهاً لإدارة الغذاء والدواء لمراجعة هذه الآلية، ما أثار قلق شركات المكملات الغذائية التي تعتمد عليها لتسريع طرح منتجاتها في السوق.
تحرك الوزير واجه مقاومة من جمعيات الصناعة التي أعربت عن مخاوفها من أن التغيير قد يقيد حرية المستهلك ويؤثر على الابتكار، بينما يرى منتقدو مسار “GRAS” أنه يمثل فرصة لإصلاح ثغرة تنظيمية خطيرة، خصوصاً وأن نحو 99 بالمئة من المكونات الجديدة دخلت السوق منذ العام 2000 من خلال هذا المسار دون مراجعة مباشرة من الوكالة.
تشير تقارير رقابية إلى أن بعض الشركات تستخدم مسار “GRAS” لتسويق مكونات جديدة في المكملات بعد إدخالها أولاً في مشروبات أو منتجات غذائية، رغم رفض سابق من إدارة الغذاء والدواء. من جانبهم، يقول ممثلو الصناعة إن هدفهم توفير قدر من اليقين التنظيمي، بينما يطالب دعاة السلامة الصحية بإصلاحات أوسع تشمل إنهاء التصنيف الذاتي للمكونات وإلزام الشركات بإخطار الوكالة بجميع المواد الجديدة.
في خطوة ملموسة على صعيد التشريع، قدم عضوان في مجلس الشيوخ مشروع قانون لإلغاء مسار “GRAS” الذاتي وإخضاع جميع المكونات السابقة لمراجعة حكومية إلزامية، مع توقع طرح مشروع مماثل في مجلس النواب قريباً، ما يعكس جدية التحرك نحو تنظيم أكثر صرامة لصناعة المكملات الغذائية في الولايات المتحدة.