ليكيب نيوز
تحرير : عبد الفتاح تخيم
الاربعاء 16 أبريل 2025 – 23:57
في إنجاز يُحسب لرياضة كرة القدم كقوة ناعمة قادرة على توحيد الشعوب، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن عدد المتطوعين ضمن برنامجه المخصص قد تجاوز حاجز المليون شخص منذ إطلاق نسخته المحدّثة في دجنبر 2020.
هذا الرقم القياسي لا يمثل مجرد إحصائية، بل يعكس روحًا إنسانية عميقة تتجلى في ملايين الساعات التي قدمها عشاق الساحرة المستديرة في خدمة اللعبة. من استقبال الضيوف وكبار النجوم، إلى تنظيم المدرجات، وتهيئة الفضاءات الإعلامية، وحتى رفع الأعلام، لا توجد مهمة صغيرة في أعين هؤلاء المتطوعين الذين باتوا جزءًا لا يتجزأ من نجاح بطولات الفيفا.
كأس العالم قطر 2022: محطة فارقة
أحد أبرز الأمثلة على فعالية هذا البرنامج كان خلال كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تم انتقاء 20 ألف متطوع من بين 420 ألف طلب، وهي تجربة شكلت فرصة استثنائية لاكتشاف خبايا تنظيم البطولات الكبرى. كما ساهم البرنامج في خلق فسيفساء ثقافية وإنسانية جعلت من البطولة أكثر من مجرد منافسة رياضية، بل لقاء إنساني عابر للحدود.
وفي النسخة الأخيرة من كأس العالم للسيدات FIFA 2023، تكرر المشهد نفسه، حيث كان للمتطوعين دور محوري في ضمان سير الأحداث بسلاسة، وبتنظيم دقيق خلف الأضواء.
متطوّع رقم مليون: حكاية تروي ارتباطًا قديمًا
جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، لم يُخفِ فخره بالوصول إلى هذا الرقم الرمزي، حيث التقى بكريج كولينز من مدينة أتلانتا، الذي حظي بلقب “المتطوع رقم مليون”. كولينز ليس غريبًا عن عالم التطوع، إذ سبق له أن شارك في تنظيم مونديال 1994 بالولايات المتحدة، ويستعد حاليًا للمساهمة في كأس العالم للأندية FIFA 2025، المقررة ما بين 14 يونيو و13 يوليو، وهي بطولة تُعد مقدمة لكأس العالم 2026 التي ستكون الأضخم في تاريخ اللعبة.
فرص مستمرة للمشاركة
الفيفا تفتح أبواب التطوع لعشاق كرة القدم حول العالم، حيث يمكن لأي شخص يبلغ من العمر 18 سنة أو أكثر التسجيل عبر منصة المتطوعين الرسمية، والحصول على آخر المستجدات، والتقدم للمشاركة في الفعاليات المقبلة.
آن كاثرين إيان، رئيسة إدارة المتطوعين بالفيفا، أوضحت أن “التطوع في بطولات الفيفا ليس مجرد عمل مجاني، بل تجربة إنسانية غنية تبقى محفورة في الذاكرة، تتيح للمشاركين معايشة البطولة من زوايا لا تراها الكاميرات”.
لمسة مغربية؟
في المغرب، حيث تحظى كرة القدم بمكانة خاصة في قلوب الناس، لا يُستبعد أن يكون بين هؤلاء المليون، شباب وشابات مغاربة ساهموا في هذا الزخم العالمي، سواء في بطولات سابقة أو في استعداداتهم للمواعيد المقبلة. ومع اقتراب كأس العالم 2030 التي ستنظمها بلادنا بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، سيكون للتطوع دورٌ أكبر من أي وقت مضى، ليس فقط في التنظيم، بل في إبراز قيم الضيافة والتعايش التي تميز المجتمع المغربي.
تحليل خفيف : كرة القدم مش بس لعبة
من خلال هذا البرنامج، تُثبت الفيفا أن كرة القدم تتجاوز حدود المستطيل الأخضر. فخلف كل هدف، ووراء كل صافرة بداية، هناك آلاف من المتطوعين يعملون في صمت، يُحضّرون التفاصيل الدقيقة التي تصنع الفارق. هؤلاء الأشخاص لا تسلّط عليهم الأضواء، لكنهم روح البطولة، ووجهها الإنساني.