ليكيب نيوز
الخميس 17 أبريل 2025 – 00:39
بقلم : عبد الفتاح تخيم
أسكت أرسنال أحلام ريال مدريد في العودة التاريخية، وقاده فوزه المستحق 2-1 في قلب ملعب سانتياغو برنابيو، مساء الأربعاء، إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليُكمل مهمته بثقة بعد تفوقه العريض ذهابًا بثلاثية نظيفة، وتنتهي المواجهة بنتيجة إجمالية (5-1).
الريال، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية (15 لقبًا)، ظهر عاجزًا أمام التنظيم العالي والصلابة الذهنية لأبناء المدرب ميكيل أرتيتا. وكلما تكررت محاولاتهم، اصطدموا بجدار دفاعي منضبط وروح قتالية عزّ نظيرها.
وسجّل بوكايو ساكا الهدف الأول لأرسنال في الدقيقة 65، واضعًا حدًا فعليًا لأي أمل مدريد في “ريمونتادا” جديدة من تلك التي اعتاد عليها جمهوره. ردّ فينيسيوس جونيور بعد دقيقتين مستغلًا هفوة في الدفاع الإنجليزي، ليشعل المدرجات، لكن الهدف لم يكن سوى صحوة متأخرة في ليلة لم تبتسم للميرينغي.
ومع دخول الوقت بدل الضائع، أنهى غابرييل مارتينيلي الجدل بهدف ثانٍ لأرسنال، ترجم به سيطرة فريقه على المواجهتين وأكد استحقاق التأهل إلى المربع الذهبي، حيث سيصطدم بباريس سان جيرمان.
ديكلان رايس: “آمنا بأنفسنا من أول دقيقة”
قال ديكلان رايس، أحد نجوم اللقاء، والذي كان له دور بارز في الذهاب بثنائية من كرات ثابتة، بعد صافرة النهاية:
“كنا نعلم أن العودة صعبة بالنسبة لهم، رغم تاريخهم الكبير في هذه المسابقة. لكننا جئنا إلى مدريد بثقة كبيرة، وعرفنا كيف نسيّر المباراة كما نريد.”
البرنابيو يُصفّر، و”الفار” يتدخّل
اللقاء انطلق وسط أجواء صاخبة، وجماهير مدريد تمني النفس بعودة تُضاف إلى سجل الريمونتادات التاريخية. ورغم تسجيل مبابي لهدف مبكر أُلغي بداعي التسلل، إلا أن البداية لم تستمر على نفس الوتيرة.
أرسنال، الذي لم يأتِ ليلعب دور الضحية، كاد يحسم الأمور حين حصل على ركلة جزاء بعد تدخل غريب من راؤول أسينسيو على ميكيل ميرينو. ساكا سددها على طريقة “بانينكا”، لكن كورتوا أنقذ الموقف وأبقى على بصيص الأمل.
وفي الجهة المقابلة، نال ريال ركلة جزاء مشكوك فيها إثر سقوط مبابي داخل المنطقة، غير أن الحكم الفرنسي فرانسوا لوتكسييه عاد للفار وألغى القرار وسط استياء جماهيري كبير.
أرسنال يُحكم السيطرة… ومدريد دون حلول
على امتداد المواجهتين، بدا أرسنال أكثر اتزانًا وقدرة على فرض إيقاعه، في وقت لم يظهر فيه لاعبو ريال مدريد بوجه الفريق الذي روّض كبار أوروبا في سنوات سابقة. حتى خط الهجوم، بقي معزولًا وبدون فعالية تذكر، وهو أمر نادر في البرنابيو.
تحليل واقعي خفيف
من وجهة نظري كا مغربي تابع المباراة بنظرة محايدة، ما فعله أرسنال يعكس نضجًا تكتيكيًا يشبه “الفرق اللي كتخدم بالنية وبالعقل”، كما نقول عندنا. صراحةً، ريال مدريد بدا تائهًا، وكأن شي حاجة ما كاينة في المجموعة. أما أرسنال، فرجّع لمسة الإنجليز في أوروبا، اللي غابت سنوات.
في النهاية، ليس من السهل الإطاحة بريال مدريد في ميدانه، لكن حين تعرف كيف تتعامل مع الضغط وتغلق المساحات، وتضرب في الوقت المناسب، فكل شيء ممكن. أرسنال فعلها… وباستحقاق