ليكيب نيوز
بقلم – عبد الفتاح تخيم
في أجواء احتفالية مفعمة بالرمزية الوطنية والدلالات الثقافية العميقة، احتضنت قاعة الخزانة الوسائطية بخريبكة ،،افتتاح أشغال الملتقى التاسع للثقافة العربية، الذي تنظمه منتدى الآفاق للثقافة والتنمية، تحت شعار: “ربع قرن من مشاريع التنمية وأوراش التحديث والإشعاع العالمي”.
الملتقى، الذي يتزامن تنظيمه مع احتفالات الشعب المغربي بعيد العرش المجيد، حوّل خريبكة إلى منصة للحوار الثقافي العربي، بمشاركة شخصيات دبلوماسية رفيعة، وفعاليات مدنية وفكرية وإعلامية، يتقدمها السيد مصطفى الحصار، الكاتب العام لعمالة الإقليم، و السيد رئيس المنطقة الأمنية إلى جانب رؤساء المصالح الخارجية وشخصيات من عالم الفكر والثقافة.
احتفاء بالمنجز المغربي وتوثيق لمسارات التنمية
تميز حفل الافتتاح بعروض وثائقية تؤرخ لمسيرة المغرب التنموية خلال عهد جلالة الملك محمد السادس، مسلطة الضوء على المنجزات الكبرى في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدبلوماسية. كما تم عرض شريط يوثق لأبرز لحظات الدورة السابقة من الملتقى، بما يعكس الاستمرارية في البناء الثقافي المشترك.
ياسمين الحاج: خريبكة منصة للإشعاع العربي والإفريقي
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت السيدة ياسمين الحاج، رئيسة المنتدى، أن الملتقى يعكس رؤية استراتيجية لتعزيز المكانة الثقافية لخريبكة، باعتبارها مدينة ذات إشعاع عالمي بفضل رصيدها الحضاري والاقتصادي، مشيدة بالدينامية التي يشهدها المغرب في مختلف القطاعات الحيوية، وبدور الفاعلين المؤسساتيين والخواص، وعلى رأسهم المجمع الشريف للفوسفاط، في دعم مثل هذه المبادرات الهادفة.
المسؤولون المحليون: الثقافة رافعة للتنمية وركيزة للوحدة الوطنية
من جانبه، أبرز السيد محمد عفيف، عن المجلس الجماعي، أن الملتقى يُجسد انفتاح خريبكة على البعدين الأمازيغي والإفريقي، مشدداً على أهمية الثقافة كرافعة للتنمية المحلية.
في السياق ذاته، اعتبر المدير الجهوي لقطاع الثقافة بجهة بني ملال-خنيفرة أن الملتقى يشكل فرصة لتسليط الضوء على التحولات الثقافية العميقة التي يعرفها المغرب في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، منوهاً بالأوراش الكبرى التي تم إطلاقها في مجال البنيات الثقافية، وبالدور المحوري للثقافة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة.
تكريم شخصيات وازنة… الوفاء لرموز النضال والدبلوماسية والعلم
لحظات مؤثرة طبعت فقرات التكريم، حيث تم استحضار مسيرة المناضل الراحل عياش مدني، أحد رموز العمل السياسي والنقابي بمدينة خريبكة، في لحظة وفاء خيمت عليها مشاعر التأثر، وتوجت بتسليم درع التكريم إلى أرملته السيدة مليكة راشيدي وابنته.
كما تم تكريم سعادة السفيرة مودة عمر حاجة التوم البدوي، سفيرة جمهورية السودان بالمغرب، اعترافاً بمسيرتها الدبلوماسية الحافلة وبإسهاماتها في تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب والسودان.
وفي سياق التكريمات، تم أيضاً الاحتفاء بالسيدة رانيا الشبكي، رئيسة مجموعة عقيلات السفراء العرب وحرم سفير فلسطين بالمغرب، نظير جهودها الإنسانية والدبلوماسية، قبل أن يُختتم الحفل بتكريم العالم المغربي العلامة عبد القادر الكتاني، اعترافاً بإسهاماته القيمة في الحقل العلمي والديني.
ندوة فكرية تناقش “العبقرية الملكية” كرافعة للإشعاع المغربي
وعقب الحفل، احتضنت القاعة ندوة فكرية محكمة، حول موضوع “العبقرية الملكية: إنجازات وآفاق”، بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين العرب، الذين تناولوا أبعاد التجربة المغربية في تعزيز الهوية الثقافية والتنمية الشاملة، حيث كانت مداخلات كل من الدكتور المصري سعد أبو نار، والباحث المغربي رشيد بنعمر، والكاتب الجزائري هشام عبود، فرصة لإبراز ملامح النموذج المغربي في ترسيخ العمق الإفريقي والعربي للمملكة.
برنامج غني إلى غاية السابع من غشت
وستتواصل فعاليات الملتقى الثقافي التاسع بخريبكة إلى غاية السابع من غشت الجاري، ببرنامج حافل يشمل ندوات فكرية، أمسيات شعرية، توقيعات لمؤلفات جديدة، معارض للفنون التشكيلية، إلى جانب جولات سياحية لتعزيز إشعاع خريبكة كعاصمة عالمية للفوسفاط وملتقى للثقافة الإفريقية والعربية