ليكيب نيوز – 30 ديسمبر 2024 – 14:11
بقلم – عبد الفتاح تخيم
في خطاب اتسم بالعداء الواضح تجاه المغرب، أعاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون التأكيد على موقف بلاده المناهض للوحدة الترابية للمغرب. وفي كلمته أمام البرلمان يوم أمس، جدّد تبون دعم الجزائر لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، متجاهلًا الدعوات الدولية المتزايدة للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، واصفًا مبادرة الحكم الذاتي المغربية بـ”الفكرة الفرنسية” و”خرافة جحا”، وهو ما رآه مراقبون استمرارًا لسياسة النظام الجزائري في استغلال هذا الملف لتحقيق أهداف داخلية وخارجية.
من جانبه، رأى جواد القسمي، الباحث في العلاقات الدولية، أن تركيز تبون على قضية الصحراء في خطاب موجه للشعب الجزائري يعكس رغبة النظام في صرف الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تعيشها البلاد. وأضاف أن الجزائر، بدلًا من مواجهة مشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية، تسعى إلى إحياء خطاب عدائي تجاه المغرب وفرنسا، متجاهلة التحولات الدولية التي تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية أساسًا واقعيًا وعمليًا لحل النزاع.
وفي سياق متصل، أكد محمد عطيف، الخبير في الشؤون الدولية، أن تصريحات تبون الأخيرة لا ترتقي إلى مستوى خطاب رؤساء الدول، وتُظهر تعنتًا سياسيًا يعمّق التوترات الإقليمية. وأوضح أن النظام الجزائري لا يتوانى عن تغذية الصراعات، سواء مع المغرب أو فرنسا، لتعزيز موقعه داخليًا، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار المنطقة وتنميتها.
تأتي هذه التصريحات في وقت تعاني فيه الجزائر من أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة، وسط دعوات متزايدة للإصلاح، فيما يواصل النظام العسكري توجيه ثروات البلاد نحو دعم مواقف عدائية ضد المغرب بدلًا من تلبية تطلعات الشعب الجزائري في التنمية والحريات.
ختامًا، يرى المراقبون أن الخطاب الجزائري المتصاعد ضد المغرب وداعميه الدوليين يؤكد عجز النظام عن مواكبة الديناميات العالمية، ومحاولته المستمرة لتصدير أزماته الداخلية عبر افتعال خصومات خارجية، في وقت باتت فيه معالم حل النزاع حول الصحراء المغربية تتضح لصالح المبادرة المغربية على المستوى الدولي.