الجمعة 17 يناير 2025 – 14:00
ليكيب نيوز :
بقلم – عبد الفتاح تخيم
انطلقت صباح اليوم الجمعة في الرباط، أشغال يوم دراسي تحت عنوان “التطور التاريخي للترجمة في المغرب: من الدوافع الثقافية إلى التحولات المعاصرة”، بمشاركة باحثين ونقاد ومترجمين.
ينظم هذا اللقاء من طرف الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة التابعة لأكاديمية المملكة المغربية، وذلك إدراكاً لأهمية مشروع كتابة تاريخ الترجمة في المغرب في فهم تطور الفكر المغربي وأثره في تشكيل الهوية الثقافية الوطنية.
ويهدف هذا اليوم الدراسي إلى إبراز الدور الأساسي الذي لعبته الترجمة في نقل المعارف وبلورة أسس فكرية تتفاعل مع التيارات الثقافية المختلفة، بالإضافة إلى توضيح مساهمة الترجمة في إثراء الفكر المغربي وتعزيز هويته الثقافية.
وفقاً للمنظمين، فإن موضوع اليوم الدراسي يكتسب أهمية خاصة لفهم ديناميات التفاعل الثقافي في تاريخ المغرب، حيث كانت الترجمة عبر العصور وسيلة رئيسية لاستيعاب المعارف الوافدة وتوطينها بما يخدم احتياجات المجتمع المغربي وهويته الثقافية.
وقال عبد الفتاح الحجمري، منسق الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة، في كلمته الافتتاحية، إن اليوم الدراسي يمثل بداية الموسم الأكاديمي للهيئة، ويهدف إلى توثيق الترجمات التي أسهمت في مسار الحركات الفكرية بالمغرب، حيث أصبحت الترجمة جزءاً أساسياً في تطوير التعليم والعلوم والفكر.
وأشار الحجمري إلى أن الترجمة تلعب دوراً محورياً في إعادة صياغة البنى الفكرية في المجتمع المغربي من خلال ملاءمة الأفكار الوافدة مع خصوصياته الثقافية، موضحاً أن المشروع الذي أطلقته الهيئة يتخطى حدود توثيق الترجمات ليقدم تحليلاً نقدياً لأثرها المستقبلي.
وأضاف أن من خلال هذا العمل التوثيقي والنقدي، يمكن استشراف آفاق جديدة لدعم نشر المعرفة والبحث العلمي، والعمل على تطوير الممارسة الترجمية بشكل شامل.
واختتم الحجمري حديثه بالإشارة إلى أن الهيئة الأكاديمية العليا تسعى من خلال هذا المشروع إلى فتح آفاق جديدة للبحث في مجال الترجمة، مؤكداً أن المداخلات العلمية المقدمة خلال هذا اليوم الدراسي ستساهم في تعزيز الوعي بأهمية الترجمة كوسيلة لتقريب الثقافات وتعميق التفاهم بين الشعوب.
ويتناول اليوم الدراسي مجموعة من المواضيع التي تستعرض تاريخ الترجمة ومساراتها في المغرب منذ عام 1912 وحتى اليوم، مدعمة بإحصائيات ودراسات تحليلية تتناول تمثلات الهوية الثقافية، بالإضافة إلى نماذج مشرقة من الترجمات الأدبية والثقافية التي أسهمت في إثراء المشهد الثقافي المغربي والعربي.
يُذكر أن الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة جهاز تابع لأكاديمية المملكة المغربية، وهي معنية بتشجيع أعمال الترجمة داخل المغرب وخارجه بين اللغة العربية والأمازيغية واللغات العالمية الأخرى