ليكيب نيوز
السبت 08 مارس 2025 – 16:44
بقلم : عبد الفتاح تخيم
هشام جيراندو يواصل استهدافه الممنهج للمؤسسة الأمنية المغربية، متبنياً أساليب تتشابه مع تلك التي تعتمدها التنظيمات المتطرفة الساعية لضرب استقرار المغرب وأمنه. حملاته الإعلامية لا تعدو كونها محاولات مكشوفة للتشويش والتأثير على الرأي العام عبر نشر مزاعم واهية لا تستند إلى أي دليل.
آخر افتراءاته طالت مسؤولاً أمنياً بارزاً بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، حيث ادعى زوراً أنه يمتلك شقة في فرنسا ويسافر بانتظام إلى باريس لتلقي العلاج، في محاولة لتشويه سمعة المخابرات المغربية والنيل من مصداقية مسؤوليها. غير أن هذه المزاعم، كسابقاتها، تفتقر إلى أي أساس واقعي، ولا تعدو كونها جزءاً من مخطط ممنهج لضرب المؤسسات الأمنية.
يبدو أن جيراندو يسعى من خلال هذه الحملة الشعواء إلى الضغط على السلطات القضائية وأجهزة إنفاذ القانون لوقف التحقيقات الجارية بشأنه، متناسياً أن المغرب دولة قانون ومؤسساته لا تخضع للابتزاز الإعلامي الرخيص. فجرائمه المسجلة، من الابتزاز واستغلال القاصرين في أنشطته المشبوهة إلى التشهير الممنهج المدفوع الثمن، تثبت أن ملاحقته قضائياً لا علاقة لها بأي استهداف سياسي كما يدّعي، بل هي نتيجة طبيعية لأفعاله الإجرامية.
ليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها جيراندو الأجهزة الأمنية، فعداؤه لها جزء من حملة تحريضية مستمرة منذ سقوط شبكته العائلية التي كانت تنشط في الابتزاز والتشهير. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن تلفيق الاتهامات للمسؤولين الأمنيين، محاولاً الإيحاء بأن فضائحه الجنائية ليست سوى استهداف ممنهج له، بينما الحقيقة أن جرائمه موثقة وليست بحاجة إلى أي تبرير إضافي.
استهدافه للمؤسسات الأمنية لم يتوقف عند مسؤولين بعينهم، بل امتد إلى شخصيات بارزة، من بينها المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، المعروف دولياً بإنجازاته في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. هذا العداء غير المبرر يعكس مدى الحقد الذي يكنّه جيراندو للأجهزة الأمنية التي كشفت أساليبه الإجرامية وأسقطت قناع البراءة الذي حاول التستر خلفه.
جيراندو يواصل استغلال منصته على يوتيوب، “تحدي”، لنشر المغالطات والتحريض ضد المؤسسات، مستخدماً خطاباً عاطفياً يفتقر إلى أي أدلة ملموسة. لكن رغم كل محاولاته، لم يتمكن من تقديم وثيقة واحدة تثبت ادعاءاته، مما يؤكد أن هدفه ليس كشف الحقيقة، بل تضليل الرأي العام وتشويه صورة المؤسسات الأمنية.
إذا كان يظن أن استهداف المسؤولين الأمنيين سيوفر له حماية من الملاحقة، فهو واهم. فكل افتراء جديد يطلقه لا يزيده إلا عزلة، ويؤكد للرأي العام أنه شخص مهووس بالانتقام بعدما سقطت ورقة التوت عن ممارساته.
هشام جيراندو لم يعد مجرد شخص يمارس التشهير والابتزاز، بل بات حالة تستدعي تدخلاً عاجلاً. فخطاباته تعكس انفصالاً متزايداً عن الواقع، وتكشف عن اضطراب نفسي واضح يتجلى في هوسه بالمؤسسات الأمنية واندفاعه المستمر نحو اختلاق الأكاذيب دون منطق أو سند. وربما بات لزاماً التفكير في إحالته إلى مصحة متخصصة لتلقي العلاج قبل أن يصل إلى مرحلة أكثر خطورة، لأن استمراره بهذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور في حالته.