ليكيب نيوز
الاحد 09 مارس 2025 – 23:08
بقلم عبد الفتاح تخيم
لم يعد هشام جيراندو بحاجة إلى من يفضح تناقضاته، فالأدلة منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، توثق تحوله المستمر بين الهجوم الحاد على المؤسسة الملكية وبين محاولاته المتكررة للتقرب منها حين يجد نفسه محاصرًا. تارةً يطلق العنان للسانه بعبارات مسيئة للملك والنظام، وتارة أخرى يرتدي عباءة المدافع، في محاولة مكشوفة لاستعادة بعض من مصداقيته المفقودة.
منصات فيسبوك ويوتيوب تعج بمقاطع تثبت ازدواجيته، حيث يظهر بوضوح أنه مجرد باحث عن الإثارة والمكاسب الشخصية. بدأ مسيرته الرقمية بالتحريض على الفتنة واستهداف الدولة بأسلوب فج، مستخدمًا خطابًا خاليًا من الأدلة والمنطق. لكنه، بعدما أدرك أن هذا النهج لن يحقق له ما يصبو إليه، غيّر نبرته فجأة، مدّعيًا الدفاع عن النظام، متناسيًا أن ذاكرة الإنترنت لا تنسى، وأن تصريحاته السابقة لا تزال موثقة ومتداولة.
ازدواجية مفضوحة وجمهور أكثر وعيًا
ما يفعله جيراندو ليس إلا إعادة إنتاج لسيناريوهات سابقة لمجموعة من مرتزقة الإعلام الذين يتلونون حسب الظروف. عندما يرى أن الهجوم العنيف قد يخدمه، ينخرط فيه بلا تردد، وحين يفشل في ابتزاز النظام، يتحول إلى مدّعٍ للدفاع عنه، ظنًا منه أن المتابعين قد يغفلون عن ماضيه القريب.
لكن المخزن، بتاريخه العريق الممتد لقرون، لا يتأثر بمثل هذه المناورات، ولا يخضع لأي شكل من أشكال الابتزاز. جيراندو، كغيره من الذين سبقوه، وجد نفسه محاصرًا بتناقضاته، في وقت أصبح فيه الرأي العام أكثر وعيًا بمثل هذه الأجندات.
في النهاية، يبقى الواقع هو الحكم، أما المتقلبون والانتهازيون، فمصيرهم النسيان، كما حدث مع من سبقهم.