ليكيب نيوز
الاحد 16 مارس 2025 – 20:57
بقلم – عبد الفتاح تخيم
يعيش قطاع الصحافة والإعلام في المغرب مرحلة تحولات كبرى، في ظل التطورات التكنولوجية التي فرضت أنماطًا جديدة من الإنتاج والاستهلاك الإعلامي. وبينما تتسع رقعة المنصات الرقمية، تتزايد التحديات المرتبطة بأخلاقيات المهنة، مما يستدعي مقاربة جديدة تضمن التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المهنية.
في هذا السياق، عقدت اللجنة المؤقتة المكلفة بتسيير شؤون الصحافة اجتماعًا لبحث سبل تعزيز أخلاقيات المهنة ومواجهة التحديات المتنامية في المجال. ومن بين المحاور الأساسية التي تمت مناقشتها، كان التركيز على مخاطر انتشار الأخبار الزائفة، وضرورة تعزيز التربية الإعلامية لدى مختلف فئات المجتمع.
وتعمل الجهات الوصية على إطلاق ندوة وطنية تهدف إلى توعية المواطنين بضرورة التعامل النقدي مع المحتوى الإعلامي، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت فضاءً واسعًا للتأثير، لكن في كثير من الأحيان دون ضوابط مهنية واضحة.
إلى جانب ذلك، تم التأكيد على أهمية التصدي لظاهرة انتحال صفة الصحافي، التي باتت تشكل خطرًا على مصداقية المهنة. فبينما يفرض القانون شروطًا واضحة لممارسة الصحافة، يستغل البعض الفراغ الرقابي لادعاء الانتماء للمجال دون توفرهم على المؤهلات الضرورية.
وتسعى اللجنة، بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية، إلى إدماج مناهج للتربية الإعلامية في المسارات الدراسية، بهدف تكوين أجيال قادرة على التفاعل الواعي مع المحتوى الإعلامي، وفهم ديناميكيات صناعة الأخبار وتأثيراتها.
إن التحديات التي تواجه الإعلام المغربي اليوم تتطلب مقاربة شاملة، ترتكز على تأهيل الصحافيين، تعزيز ثقافة الأخلاقيات المهنية، وتحصين المجال من الممارسات التي تسيء إليه. فبين ضرورات التحول الرقمي ومتطلبات المصداقية، يظل الرهان الأكبر هو بناء إعلام مهني مسؤول يخدم المجتمع ويحافظ على استقلاليته