ليكيب نيوز
التلاتاء 18 مارس 2025 – 21:55
بقلم : عبد الفتاح تخيم
أثار نشطاء حقوقيون، خلال الدورة الـ 58 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، قضية الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها سكان مخيمات تندوف على يد جبهة “البوليساريو”، داعين إلى تدخل دولي عاجل لحماية حقوق المحتجزين هناك ومحاسبة الجزائر على دورها في هذه الانتهاكات.
وضع كارثي وحرمان ممنهج
خلال مداخلتها، عبرت الناشطة سعداني ماء العينين، من منظمة التواصل في إفريقيا والنهوض بالتعاون الاقتصادي الدولي، عن قلقها إزاء الوضع الإنساني المزري في المخيمات، حيث يعيش الصحراويون في عزلة تامة محرومين من أبسط حقوقهم الأساسية.
وأشارت إلى أن الشباب في تندوف يواجهون غياب أي أفق لمستقبل كريم، في ظل قمع متواصل وحرمان من فرص العمل، ما يؤدي إلى تنامي الشعور باليأس وانعدام الحافزية.
قمع ممنهج للمعارضين
في السياق نفسه، أكد حسن الكراميز، ممثل منظمة تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أن “البوليساريو” تمارس سياسات قمعية صارمة تمنع أي صوت معارض داخل المخيمات، حيث يتم اعتقال وسجن الصحراويين الذين يجرؤون على التعبير عن آرائهم المخالفة.
وأضاف أن حرية التعبير شبه معدومة في المخيمات، إذ يتم تصنيف كل معارض للجبهة كخائن، بينما تُفرض قيود شديدة على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والنشطاء.
الجزائر متواطئة في الانتهاكات
شدد المتدخلون على أن الجزائر، باعتبارها البلد المضيف لمخيمات تندوف، تتحمل المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات التي تحدث على أراضيها، مشيرين إلى أن القانون الدولي يلزمها بضمان احترام حقوق الصحراويين المحتجزين.
كما انتقدوا ازدواجية الخطاب الجزائري، حيث تروج الجزائر لرواية دعم اللاجئين الصحراويين على المستوى الدولي، لكنها في الواقع ترفض الاعتراف بهم كلاجئين وتمنعهم من التمتع بالحقوق المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية.
النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية
تطرق النشطاء أيضاً إلى قضية اختلاس المساعدات الإنسانية، حيث يتم تهريب جزء كبير منها وبيعه في الأسواق الجزائرية وأسواق دول جنوب الصحراء، ما يحرم سكان المخيمات من المواد الأساسية التي يفترض أن تصلهم.
مطالب بتدخل دولي عاجل
دعا المشاركون في الجلسة إلى تحرك مجلس حقوق الإنسان لضمان حماية سكان مخيمات تندوف، من خلال تمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من تسجيلهم رسمياً، ومراقبة توزيع المساعدات الإنسانية، وضمان حرياتهم الأساسية، وعلى رأسها حرية التعبير والتنقل.