ليكيب نيوز
السبت 5 أبريل 2025-19:59
رغم توقف أصوات المدافع في الصحراء المغربية منذ أكثر من ثلاثين عاماً، لا تزال الألغام التي زرعتها جبهة البوليساريو خلال فترة السبعينيات تُخلف مآسي إنسانية مستمرة، إذ تسببت هذه المتفجرات المدفونة بشكل عشوائي في سقوط العديد من الضحايا، وخلّفت إعاقات دائمة شلّت حياة المصابين وغيّرت مجراها بشكل مأساوي.
ويأتي اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، الذي يصادف الرابع من أبريل من كل سنة، ليعيد تسليط الضوء على هذا الخطر الصامت، ويذكّر بضرورة تكثيف الجهود لإزالة مخلفات الحروب، وتوفير بيئة آمنة للمدنيين.
وفي هذا السياق، دعا فاعلون جمعويون ونشطاء حقوقيون إلى مضاعفة حملات التوعية بخطورة هذه الألغام، والعمل على دعم ضحاياها، وتمكينهم من حقوقهم وتعويضاتهم.
خطر مستمر وخرائط مفقودة
عثمان لكان، الكاتب العام لاتحاد جمعيات ضحايا الألغام بالأقاليم الجنوبية، شدد على أن الألغام ما تزال تهدد حياة المدنيين وتشكل عائقاً أمام التنمية المحلية. وقال إن زرعها بطريقة عشوائية دون خرائط دقيقة يصعّب من مهمة نزعها، ويطيل أمد معاناة الضحايا.
وأشار لكان إلى أن المغرب حقق خطوات إيجابية في مسار تعويض الضحايا، رغم بعض التحديات القانونية المرتبطة بتقادم الملفات، مضيفاً أن الاتحاد يعمل على تدويل القضية، ويدرس إمكانية مقاضاة جبهة البوليساريو لإجبارها على تسليم خرائط الحقول الملغومة.
جهود وطنية وتحديات ميدانية
من جانبه، قال عبد الوهاب الكاين، نائب منسق تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، إن الألغام لا تزال تبث الرعب في نفوس المدنيين وتهدد العاملين في المجال الإنساني والبعثات الدولية، مشيداً بجهود المغرب في إزالة الألغام رغم التحديات.
وأوضح الكاين أن القوات المسلحة الملكية سخّرت إمكانيات بشرية وتقنية ضخمة لتطهير مساحات شاسعة من الصحراء، رغم صعوبة التضاريس وغياب المعطيات الدقيقة حول أماكن زرع الألغام.
كما أكد على أهمية استدامة برامج الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي لفائدة الضحايا، مطالباً بتمويل مشاريع تنموية صغيرة تعزز إدماجهم وتحسن أوضاعهم.
في الختام، تظل الألغام الأرضية واحدة من بقايا حرب قديمة، لكنها تواصل حصاد الأرواح وتشويه الأجساد. ويتطلب هذا الملف المزيد من التعبئة المجتمعية، والدعم الدولي، والترافع الحقوقي لضمان كشف الحقيقة وإنهاء معاناة من سقطوا ضحايا لصراع تجاوزته سنوات الزمن، لكن لم تندمل جراحه بعد.