ليكيب نيوز –
تحرير : عبد الفتاح تخيم
الاتنين 14 أبريل 2025 – 15:58
في خضم التوترات السياسية التي خيمت على العلاقات المغربية الفرنسية خلال السنوات الأخيرة، برزت علاقة من نوع آخر، صمدت أمام الخلافات، بل وازدادت متانة: التعاون الأمني بين الرباط وباريس، والذي يشكل اليوم أحد أعمدة العلاقة بين البلدين.
زيارة وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو إلى المغرب ولقاؤه بنظيره عبد الوافي لفتيت، تأتي لتجديد هذا التنسيق وتعزيزه، خصوصًا في ملفات حساسة مثل منح التأشيرات، الوثائق القنصلية، الجريمة العابرة للحدود، وتجارة المخدرات. هذا اللقاء يعكس توجهًا براغماتيًا تتبناه باريس، عنوانه: لا خلاف يعلو فوق المصالح الأمنية المشتركة.
الحموشي… الحلقة الذهبية في التنسيق
في قلب هذا التعاون يقف اسم وازن: عبد اللطيف الحموشي، الرجل القوي في منظومة الأمن المغربي. رغم الخلافات السياسية التي طفت على السطح بين البلدين، ظل الحموشي يحافظ على قنوات التنسيق مفتوحة مع نظرائه الفرنسيين، في ملفات مكافحة الإرهاب والتجسس والجريمة المنظمة.
ليس من باب المبالغة القول إن التنسيق الاستخباراتي بين البلدين لم يتوقف حتى في أحلك الظروف. حادثة مسرح “باتاكلان” سنة 2015 تظل أبرز مثال، حيث وفرت المصالح المغربية معلومات جوهرية قادت لتعقب عبد الحميد أبا عود، قائد الهجوم.
واقعية أمنية تتجاوز الحسابات السياسية
ربما تختلف باريس والرباط في ملفات السياسة والديبلوماسية، لكن حين يتعلق الأمر بالأمن، تتقدم الواقعية. فرنسا، التي تمر علاقتها بالجزائر بمرحلة حرجة، ترى في الرباط شريكًا موثوقًا في الحرب على الإرهاب والهجرة غير النظامية.
وهذه الشراكة لا تقتصر على تبادل المعلومات، بل تمتد إلى التكوين والتأهيل، حيث يشارك ضباط مغاربة في دورات تكوينية بفرنسا، ويستفيد رجال حماية مدنية مغاربة من برامج تدريبية متقدمة، آخرها الأسبوع الماضي في تقنيات البحث تحت الأنقاض.
خلاصة
في زمن تكثر فيه التقلبات السياسية، وتضطرب فيه المصالح، يثبت التعاون الأمني بين المغرب وفرنسا لأن بعض الروابط أقوى من الخلافات، وأن الأمن يظل جسرًا ثابتًا، مهما اهتزت العلاقات.