ليكيب نيوز :
جدد المغرب، يوم الإثنين بنيويورك، التزامه الراسخ بمحاربة خطاب الكراهية، مبرزًا مكانته كمرجع إقليمي ودولي في تعزيز قيم السلام والتعايش، وذلك خلال حدث أممي رفيع المستوى نظمته البعثة المغربية لدى الأمم المتحدة بشراكة مع مكتب منع الإبادة الجماعية.
وشكل الحدث، الذي خُصص هذا العام لموضوع “الصلة بين خطاب الكراهية والذكاء الاصطناعي”، مناسبة لتسليط الضوء على المبادرات المغربية المتقدمة في هذا المجال، بتوجيه من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أكد في رسالة ملكية سابقة أن “صراع المعتقدات لا يحجب المبادرات التي تعزز التواصل والتسامح”.
وفي مداخلته، أوضح السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، أن المملكة اعتمدت مقاربة شمولية تتأسس على التأطير القانوني، والبرامج التربوية، والإشراف المؤسساتي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في سياق يحترم حقوق الإنسان والثقة الرقمية.
كما أبرز التفاعل المغربي الإيجابي مع الآليات الأممية، وعلى رأسها “خطة عمل الرباط” و”خطة فاس” اللتان تُعتبران من أهم المرجعيات الدولية في مجال مكافحة خطاب الكراهية، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة كانت قد اعتمدت اليوم الدولي لهذا الغرض سنة 2021 بمبادرة مغربية.
وتخلل الحدث رسائل قوية من مسؤولين أمميين، من ضمنهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا إلى التصدي للخطابات السامة عبر شراكات متعددة المستويات، وإلى تمكين المجتمعات من رفض الكراهية. كما اعتبر رئيس الجمعية العامة، فيليمون يانغ، أن خطاب الكراهية تهديد عالمي لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال
من جانبه، نوه الممثل السامي لتحالف الحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، بالدور المغربي الريادي، مستحضرًا المنتدى العالمي التاسع للتحالف الذي احتضنته مدينة فاس كنموذج للتنوع الديني والثقافي.
وشهد اللقاء مشاركة واسعة من سفراء، وخبراء أمميين، وممثلين عن الشركات التكنولوجية والمجتمع المدني، الذين أجمعوا على خطورة تنامي خطاب الكراهية في العصر الرقمي، وأشادوا بالمجهودات المغربية الرائدة في احتوائه، خاصة عبر الذكاء الاصطناعي المسؤول.
وأكد المشاركون أن المغرب، بقيادة جلالة الملك، بات يشكل منصة موثوقة في النهوض بقيم التسامح والتعايش، مما يرسخ حضوره كفاعل أساسي في رسم معالم عالم أكثر احترامًا وإنسانية.