ليكيب نيوز
شهدت مدينة تطوان لقاءً سياسياً بارزاً نظمه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ضمن أشغال مؤتمره الإقليمي السابع، الذي انعقد تحت شعار: “تطوان في قلب التحول: عدالة مجالية، تنمية مستدامة، وانفتاح متوسطي”، بمشاركة قيادات حزبية ومناضلين من مختلف مناطق الإقليم.
وفي كلمة له خلال اللقاء، أكد الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر أن كل تجربة سياسية تمر بدورات من المد والجزر، مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي عاش لحظات من التراجع قبل أن يستعيد جزءا من زخمه عبر الإرادة الجماعية والعمل المشترك. وأضاف: “لسنا ملائكة ولا شياطين، بل نحن جزء من هذا المجتمع، وواجبنا أن نتوحد من أجل البناء والتجاوز”.
ولفت المتحدث إلى أهمية تجديد الهياكل الحزبية محلياً، بما يضمن انفتاح التنظيم على مختلف المناطق، الحضرية والقروية، مبدياً تفاؤله بمستقبل تطوان ومدن الشمال، خاصة بعد ما سماه “المصالحة التاريخية مع المركز” التي عرفتها نهاية تسعينيات القرن الماضي. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب الواقعية والانطلاق من معالجة المشاكل الحقيقية، داعياً إلى التفكير في مشروع سككي يربط تطوان بطنجة ويُنعش الشريط الساحلي، معتبراً أن غياب هذا المشروع يعطل التنمية.
وفي معرض تفاعله مع أسئلة الحضور، أوضح لشكر أن الحزب مقبل على مرحلة جديدة تشمل تجديد رؤاه الفكرية والتنظيمية، بما يستجيب لتحولات السياق الوطني والدولي، مؤكداً أن الأوراق التي تُناقش في المؤتمر تحمل تصورات جديدة لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية المقبلة.
من جهته، اعتبر الدكتور محمد السوعلي، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن هذا اللقاء يشكل محطة مفصلية لإعادة انبعاث الحزب في تطوان، مؤكداً أن إعادة هيكلة عشرات الأجهزة الحزبية على الصعيد الوطني يندرج ضمن رؤية استراتيجية لتجديد الفعل السياسي وليس فقط استعداداً للانتخابات المقبلة.
وأشار السوعلي إلى أن الشعار الذي اختير لهذه الدورة يعكس طموحاً لتكريس العدالة المجالية والنجاعة الاقتصادية، وجعل تطوان فاعلاً مندمجاً في محيطه المتوسطي. كما دعا إلى شراكة فعالة بين السلطات والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني، لتحسين مؤشرات التنمية ومحاربة البطالة وتعزيز موقع المدينة ضمن الدينامية الوطنية.
وقد أسفر المؤتمر عن انتخاب الدكتور محمد السوعلي كاتباً إقليمياً للحزب، وحميد الدراق رئيساً للمجلس الإقليمي، في خطوة تؤسس لمرحلة تنظيمية جديدة يتطلع فيها الحزب إلى توسيع حضوره السياسي والمجتمعي بالمنطقة.