ليكيب نيوز
تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال مبعوث رفيع المستوى في الأيام المقبلة إلى كل من المغرب والجزائر، في إطار تحرك دبلوماسي جديد يهدف إلى إعادة تشكيل مقاربتها السياسية تجاه شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، من خلال التركيز على مقاربات عملية تعزز الأمن والتنمية والتعاون الثنائي.
ووفق مصادر دبلوماسية مطلعة، سيقود الجولة مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكلف بالشؤون الإفريقية والشرق أوسطية، في مهمة تسعى إلى إعادة ضبط العلاقات الأمريكية في المنطقة، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة وتزايد التوترات الإقليمية.
وتأتي هذه التحركات في سياق رغبة واشنطن في الدفع بحل سلمي ودائم لملف الصحراء المغربية، من خلال دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي واقعي يحظى بالمصداقية، وهو الموقف الذي عبّر عنه المسؤول الأمريكي بشكل واضح، مجددًا التأكيد على أن الموقف الأمريكي من سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ثابت ولا يقبل التأويل.
وكان بولس قد أجرى مؤخرًا لقاءات جانبية مع مسؤولين من المغرب والجزائر خلال فعاليات قمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية، بحث خلالها فرص تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الأخضر والطاقة والطيران، إلى جانب سبل دعم الاستقرار الإقليمي.
وفي تصريح له، اعتبر بولس أن النزاع حول الصحراء امتد لخمسة عقود دون حل، وأن الوقت قد حان لاعتماد مقاربة جديدة تتجاوز الجمود وتضع أسسًا لتقارب مغاربي حقيقي، مشيرًا إلى أن “التنمية والاستثمار يمكن أن يشكلا مفتاحًا لحل النزاعات وتعزيز السلام في المنطقة”.
الجولة المرتقبة تندرج ضمن رؤية أمريكية تسعى إلى إعادة تموقعها الإستراتيجي في إفريقيا، من خلال تفعيل آليات التعاون الاقتصادي والبراغماتية السياسية، خصوصًا مع تصاعد الاهتمام الدولي بمنطقة الساحل والصحراء باعتبارها محورًا للتنافس الجيوسياسي بين الفاعلين الدوليين.